الجشع والطمع !!!!
الجشع سلوك لو استوحذ على الإنسان ضره وأودى به في النهاية إلى الهاوية !!!
يقول الشافعي ( العبدُ حرٌّ إن قنع ، والحرُّ عبدٌ إن طمع ، فاقنع ولا تطمع فلا شيء يشين سوى الطمع )
قال هارون الرشيد :
النفس تطمع والأسباب عاجزة ..
والنفس تهلك بين اليأس والطمع
ومن لزم الطمع عدم الورع .
المسلم عزيز النفس ، يكثر هو وإخوانه على الفزع ، ويقلون عند الطمع !!!
الدعوة الاسلامية مدرسة لتربية الشباب على الدين الصحيح ، وليست سلما للصعود إلى الجاه !!!
الدعوة ليست دار عجزة يؤوي إليها كل فقير ، دنيء الطبع ، يشحد ولو على رغيف خبز !!!
يشحد ولو كان غنيا !!!
كانت العجائز تقول غنية وبحب الهدية !!!
بين طلاب العلم مع الأسف ، وفي الدعاة مع ألف أسف شحادين ، لهم نفوس دنيئة !!!!
وقد تعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع ، ومن دعاء لايسمع ، ومن عين لا تشبع !!!!
رأيت صاحب جميس فخم يحمل عشر نساء يوزعهم يوم الجمعة على أبواب المساجد !!!
عزة النفس لا توجد عند شحاد !!!!!
دناءة في الطبع ، يأخذ ولو بعرة ؟؟؟
حياؤهم قليل ، ودمهم ثقيل ، وطمعهم كبير !!!
وربنا يقول عن الفقراء ( لا يسألون الناس إلحافا ) وضع خطا تحت إلحافا
المسكين من ترده اللقمة واللقمتان ، والتمرة والتمرتان ، ولا يقوم فيسأل الناس ، يموت أحدهم وحاجته في صدره ( عجلت منيته ، قلت بواكيه ، ذو حظ من صلاة ، إن أُعطي شكر ، وإن حُرم صبر )
الفاروق عمر رضي الله عنه قلّعه وأغلق الباب في وجهه فهو لص شعاره حسب الموانة !!!
إن الله سبحانه وتعالى وصف المؤمنين ( سيماهم في وجوههم ) الفتح ٢٩ ،
والشحادون سيماهم في بطونهم !!!!
وقد تدلت من كثرة الولائم والقعود على موائد الأغنياء !!!
الداعية خفيف الظل ، عفيف النفس ، والله سبحانه وتعالى يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام
( ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) ١٥٩ ال عمران
الداعية عينه شبعانة كهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين جاءوا رسول الله عليه السلام ليحملهم إلى الجهاد في تبوك ، فاعتذر لهم صلى الله عليه وسلم أنه لا مركوب عنده ليحملهم ، ( تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ) ٩٢التوبة
واضرب لكم مثلا :
أليس حسن البنا رحمه الله هو القائد الأول للدعاة ، في العطلة الصيفية يسافر الى آقصى الصعيد في القطار ، يقرأ كتابا معينا ، فإذا وصل البلد المقصود صالح عشائره ، ويآبى أن ينزل ضيفا على أحد ، وبعد دروس ومحاضرات يذهب آخر الليل الى أقرب مسجد لينام فيه ، وسادته محفظته ، يخرج منها طعامه وهو رغيف خبز وقطعة جبن ، ويحمد الله وينام على بسط المسجد ، وأخيرا قتل شهيدا رحمه الله
الداعية كالامام محمد أبو زهرة رحمه الله عندما التقى من قلب الحكم على من حاربوا الطليان لسنوات وهم السنوسيون جماعة عمر المختار ، كان هناك وفد للعلماء الدعاة فيهم مصطفى الزرقا ومحمد أبو زهرة ، الولد العسكري القذافي قال لابي زهرة : اسكت ؟؟؟
فغضب الشيخ أبو زهرة وقام يلوح بيده : أنا أسكت ؟؟
ولك انت تسكت أيها الصبي الذي جاء بك الاستعمار لتحكم بلادا في غفلة الزمان ، ولاول مرة يسمع عميل امريكا كلمة اسكت ، ذهب العقيد عميل العبد الخاسر غاضبا ، ثم عاد واعتذر من ابي زهرة
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم.
ولو عظموه في النفوس لعُظِّما
الداعية عصامي ( العصامي في عصرنا هو الشخص الذي يحصّل تعليمه وثقافته
بالاجتهاد الشخصي وقوة الا ادة والعزيمة الصادقة )
نفس عصام سودت عصاما
وصيرته ملكا هماما
وعلمته الكرّ والاقداما
وعصام هو حاجب النعمان بن المنذر
فالزكاة للفقراء والمساكين ، لا للشحادين ، أدنياء النفوس ، لا يفهمون اليد العليا خير وأحب الى الله من اليد السفلى ؟؟
وكثرة السؤال يظهر آثارها في الآخرة خموش في الوجه !!
هناك من يتظاهر بالفقر وبيته مليء بالكماليات والجماليات ؟؟؟
هل جرّب الدعاة الفقراء وضع الحجر على بطونهم كما فعل عليه الصلاة والسلام !!!
عمر رضي الله عنه في عام الرمادة أخذ ملعقة زيت ، وصار بطنه يقرقر ، قال لمعدته : قرقري ماشئت أن تقرقري ، ليس لك طعام حتى يشبع المسلمون !!!!
أبو هريرة رضي الله عنه المحدث المشهور كان يسقط أحيانا في الطريق من شدة الجوع ولم يشحد ؟؟؟؟
قال أحد ضيوف المصطفى عليه السلام ياقوم آسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ؟؟
أيها الطماع عندك مايكفيك ، وانت تطلب مايطغيك ، ويحك كلها ( اي اللقمة ) بعز ، ولا تأكلها بذل ، وماقّدر لماضغيك أن يمضغاه لا بد أن يمضغاه
وفي الحديث القدسي يقول الله جل جلاله :
عبدي خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، وقسمت رزقك فلا تتعب ، ، وفي رواية فلا تطمع ، فإذا رضيت بما قسمت لك أرحت نفسك ، وكنت عندي محمودا ، وان لم ترض بما قسمت لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ، ولا تنال منها الا ماقسمت لك ، وكنت عندي مذموما
وتعس عبد الدرهم ، وتعس عبد الدينار
أيها الناس !!!
أيها القادة اطردوا مرتزقي الدعوة !!!
وشحاذيها ؟؟؟؟
فالدعوة مدرسة لتربية الشباب على الدين الصحيح وليست سلما للصعود إلى المجد والجاه !!!!
تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ماأعطيت ، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب ونتوب إليك
والله اكبر والعزة لله ولرسوله وللمومنين
وفرجك ياقدير لحلب
حلب تباد
وسوم: العدد 688