الفرعنة !!
كلمة منحوتة من كلمة فرعون الذي قال لشعبه أنا ربكم الأعلى ماأريكم إلا ماأرى ، وماأهديكم إلا سبل الرشاد .
وكتاب ربنا يقول ( وأضلّ فرعون قومه وماهدى ) ٧٩ طه ، أي وأضل فرعون في حياته قومه عن طريق الحق وماهداهم إليه ، وإنما هداهم إلى طريق الغي والباطل فكانت عاقبتهم الهلاك والدمار .
لمّا قامت ثورة على حاكم أوربي وهو شاوشيسكو ديكتاتور رومانيا ، وكان قد حفر تحت قصره نفقا طوله ١٥ كم ، قال لي مدرس فلسطيني مهنئا على إقبال شاوشيكو تبعكم !
نحن أمة شعارها الله أكبر ، دينها رباها على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( وإذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منها ، وبطن الأرض خير لها من ظاهرها )
تقديس الحاكم أمر خطير :
الهتاف باسمه ، والرضا بأصنام توضع له في الميادين وعلى الطرق وعلى الدوار !
المدرسة باسمه ، والفرن باسمه ، والمسجد باسمه ، والبقالة باسمه !
وتطور الأمر فصارت المظليات القرمطيات تحكم دمشق ! وتمزق حجاب كل امرأة محجبة ! شوهدت سيارة يقودها قائد بلباس مدني وبجانبه زوجته المحجبة ، أمرها المظليات أن تزيل الحجاب فرفضت ، مزقوا لها الحجاب ، أشهر زوجها مسدسه فبادروه برصاصات أودت بحياته ! فكان أول شهيد للحجاب !
أما التمشيط الذي أقامته الوحدات وسرايا الدفاع فقد أهان كرامة الرجال ، وداس على حرية الأمة ، وتجرأ وزير داخلية أن يقول :
لك ايش القانون ! أنا القانون ؟
واخُترع في المدارس تحية العلم ! وهو في الحقيقة تحية للصنم !
واكتفينا كأمة أن نكتب الآية ( وأمرهم شورى بينهم ) في قصر العدل ، وفي دور القضاء ، ولا شورى ولا تشاور ؟
وقد وُصف المصطفى عليه السلام بأنه صلى الله عليه والسلام كثير المشاورة لأصحابه ، وكلنا يذكر قوله عليه السلام في غزوة بدر : اشيروا عليّ أيها الناس عن المكان الذي نزل فيه صلى الله عليه وسلم .
الحكم الديكتاتوري يناسبه الاستبداد : يخون الوطن ويجد من يصفق له ! وتطور الأمر فصار الاستبداد قانون التعامل في المجتمع !
فأصبح الرجل مستبدا في بيته لا يناقش ! والمرأة خادمة له وأداة متعة ! الرأي للرجل ، والمرأة شريكة الحياة تهمش ودورها في إدارة البيت ؟
رئيس الدائرة دكتاتور وهو مسنود لأنه حزبي ! أو لأنه من الجبل القرمطي !
مدير المدرسة دكتاتور ! ألغى الاجتماع الأسبوعي لمجلس المدرسين لأخذ الآراء في انجاح العملية التربوية ؟
حتى المساجد صار لها أئمة مستبدون لايأخذون رأي جمهور المصلين وعلى الأخص أهل الحي !
الإمام فرد من المصلين إذا أخطأ في صلاته يسبح الرجال ويصفق النساء لرده إلى الصواب ؟
ولايحق للإمام أن ينقل من مسجده سجادة أو خزانة إلى مسجد آخر ، ولا يقوم بالاصلاحات في المسجد إلا بمشورة أهل الحي ، المسجد مدرسة لغرس الديمقراطية في نفوس المصلين والإمام ليس ابن عشيرة كذا ! ولا حزب كذا ! ليس دكتاتورا يمشي على هواه ! هو مقيد بشرع يقول منزله :
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
المسجد مدرسة لتعليم المصلي الصدع بالحق والجهر بإنكار المنكر ، والإمام الذي يقتنع بتقبيل يديه ! وتوكيله بتوزيع الزكاة وبدعوته للولائم لا يستحق أن يكون إماما !
اقرأ :
كيف بكم إذا فسق شبابكم ، وطغى نساؤكم ، وكثر جهالكم ؟ قالوا : وإن ذلك لكائن يارسول الله ؟ قال : وأشد من ذلك ! كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ، وتنهوا عن المنكر ؟ قالوا : وإن ذلك كائن يارسول الله ؟ قال : وأشد من ذلك ، كيف بكم إذا رايتم المعروف منكرا ، ورأيتم المنكر معروفا ؟
وتدرج المنكر حتى وصل الأمر إلى اختلاط المفاهيم ! وانقلاب الموازين !
يقول الرب الجليل سبحانه في الحديث القدسي :
( يكون في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين ! يلبسون للناس جلود الضان من اللين ! ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم قلوب ذئاب ، يقول تعالى :
أبيّ يغترون أم عليّ يجترؤن ؟ فبي حلفتُ لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا )
تقديس الحاكم ضلال في ضلال ! والسكوت عن شيوع المنكر جريمة ! والحرية أقدس مايزاد عنه !
وولي الأمر خادم لا سيد !
أراد عمر الفاروق رضي الله عنه أن يحدد المهور فوقفت امرأة في المسجد وقالت : هذا ليس لك ياعمر !
إن الله يقول ( وآتيتم إحداهن قنطارا ) قال عمر العظيم رضي الله عنه وهو على المنبر ( أصابت امرأة وأخطأ عمر )
نحن بحاجة إلى مجالس نيابية لا تحسن التصفيق ولا التقديس !
بل تحسن النقد ؟
إن أربع نواب في مجلس اللوردات في بريطانيا يسقطون حكومة ، وفي بلادنا لا يسقط الحكم ولو بلغ عدد الشهداء عشرات الملايين !!! إنها الفرعنة من أحفاد حمدان قرمط !
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولاحول ولا قوة إلا بالله
والله أكبر والعاقبة للتقوى
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 708