الشهادة والشهداء
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
قال الشاعر :
لحاها الله أنباء توالت
على سمع الصديق بما يشق
كثرت الشهادة في مدينة الباب حتى تجاوز العدد آلاف ، والشهادة شرف لا يناله الا المحظوظون .
نحن أمة الشهادة ولا فخر ..
فتحنا الدنيا وكل واحد من الفاتحين يتمنى الشهادة ويطلبها
تقول الخنساء وقد استشهد لها أربعة شباب ( الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته )
وقال سيدنا خالد رضي الله عنه لملك الفرس ( جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة )
إن الشهادة في سبيل الله درجة عالية لا يهبها الله إلا لمن يستحقها ، فهي اختيار من العلي القدير للصفوة من البشر ليعيشوا مع الملأ الأعلى .
( ويتخذ منكم شهداء ) إنها اصطفاء وإنتقاء للأفذاذ من البشر ليكونوا في صحبة الأنبياء .
الشهيد هو خير الناس منزلا ، دمه مسك ، هو من أمناء الله في خلقه ، روحه في جوف طير أخضر يرد أنهار الجنة ، يشفع في سبعين من أقاربه ، يزوج باثنين وسبعين من الحور العين ، يلبس تاج الوقار ، أول من يدخل الجنة ، يكلمه الله دون حجاب ، يسكن الفردوس الأعلى .
أبناء كافل الأرامل والأيتام في مدينة الباب أهنئكم بفوز زاهر الشيخ ويس بالشهادة إن شاء الله
الابن أنس وأيمن أبناء الأخ عبد الباسط رحمه الله اهنيكم بفوز ولدكم بالشهادة إن شاء الله ، لقد كنتم تهتفون مع الشباب الله أكبر والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ، أصبحوا وجهاء في الآخرة يشفعون لسبعين من أهلهم .
مدينة الباب ولا فخر كثر شهداوها أي كثرت أمجادها ، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه :
شهداء من آل واكي وعثمان وكزكاظ وشهابي وحطاب وطالب ونعوس وسكر وشرقاط وجبلي وجبولي وخضر ونجار ودرويش وبطحيش ...وو وغيرهم وغيرهم ، والشعر العربي مليء بقصص الأبطال الذين ماتوا فداء الأوطان والإيمان .
كلمة الشهادة كانت تلامس أسماعنا ونحن نهتف الله أكبر والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ، مات الذي علمنا هذا الهتاف ، شهيد ملأ سمع الزمان ، شهادته هزت أوربا فرحا ، واهتزت جنان الخلد ( إن شاء الله ) لاستقباله ، لذا أقول لأبناء أخينا محمد الشيخ ويس ولأخينا أنس وأيمن العباس ولكل أهل البلدة أعظم الله أجركم .
وهو أجر عظيم .
أقول لكل أب شهيد وأم شهيد بوركتم ، إن الأولاد ينتظرونكم على أبواب الجنان أخذين بيدكم إلى راية الحمد ، راية النبي العظيم عليه الصلاة والسلام ، وسيرد أهالي الشهداء على حوض النبي عليه السلام ويشربون إن شاء الله من يده الشريفة كأسا لا ظمأ بعدها
إن كلا من الشاب الخلوق زاهر وأخيه طالب العلم عبيدة العباس فخر شهداء مدينة الباب ، ونقول بفخر عن كل منهما :
كذا فليجلل الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
تردى ثياب الموت حمرا فما دجا
لها الليل إلا وهي من سندس خضر
وكذب من قال :
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
شتان بين موت وموت !
موت تحت ظلال السيوف وهتاف الله أكبر شرف وعزة ، وموت من مات في ملهى اسطنبول ! ياللعار ؟
أو غرق في مياه البحار وهو يغذ السير بحثا عن دراسة أو عن لقمة العيش ، أو كالذي يموت كما يموت البعير .
كان هتافنا :
في سبيل الله قمنا
نبتغي رفع اللواء
فليعد للدين مجده
أو ترق منا الدماء
وقد سالت الدماء في مدينة العلماء وأصبحت مدينة الشهداء ، وتجاوزوا الآلاف واضرب الرقم بسبعين ؟
وبشرى لكل أبوين لم يمت لهم شهيد ، بشرى من عظيمنا محمد عليه السلام يقول ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) رواه مسلم
الشهيد بإذن الله زاهر لم يضمه قبر يزروه أحبابه وأقاربه ، علما أن مدينتنا العظيمة ضاقت قبورها عن استقبال الشهداء فدفن بعضهم في المنشية ؟
وأسأل من تسمي بنفسها الدولة أين الروافع ! أين المستشفيات الميدانية !
دولة ليس في تفكيرها إلا الألغام التي تقتل الأبرياء ! والتترس بالأبرياء وفيهم الشيوخ العجز ؟
إننا نستصرخ ضمائر من بقي في الباب من عشائر وأغنياء بمد يد العون لإخوانهم النازحين من البلدة ، وبإحضار الروافع لترفع الركام عن جسد شهيد عظيم وعن جثث الشهداء التي هي تحت الأنقاض !
إن والد شهيدنا العظيم كان كافل اليتامى والأرامل في مدينة المجد والفخار مات رحمه الله ، وجاء مجد جديد هو شهادة ولده زاهر
أيها الشهيد العظيم وإن لم تدفن في قبر فإن اسمك في سجل الخالدين ، وسواء كنت في قبر أو تحت الردم فأنت شهيد آل الشيخ ويس وسبقك على هذا الدرب العظيم سيدنا جعفر الطيار رضي الله عنه .
إخوة الشهيد زاهر الشيخ ويس أهنئكم وأعظم الله أجركم
الابن أنس عباس وأيمن عباس أهنئكم وأعظم الله أجركم
الأخ عبد الحليم اليسو أهنئكم وأعظم الله أجرك
آل واكي وكزكاز وطالب وحطاب اجمل التهاني وأعظم الله أجركم
آل شهابي وعثمان وبطحيش التهنئة وأعظم الله أجركم
أهالي البلدة الكرام التهنئة وأعظم الله أجركم
اللهم ارحم الشهداء ممن مات بقصف غادر ، أو لغم فاجر ،
وإنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولاتفتنا بعدهم ، واغفر لنا ولهم
أن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقكم أيها الأحبة لمحزونون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ارحم شهداء الوطن يارب وشهداء المسلمين ، والله أكبر والموت للطغاة والمجد للشهداء
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 710