لا تكبّل روحك بمخاوف الأوهام
لا تكبّل روحك .
فرزقك عند الله مكفول , ولا قدرة لأحد أن يتدخل في مشيئة الله فالرزق خصوصية ربانية من خصائص الله وحده , وفى السماء رزقكم وماتوعدون .
لا تكبّل روحك ..
فمرضك لا يعنى موتك بل هو طهرة لك وتمحيص ورحمة من الله , اركض بقلبك وبدعائك وابتهالك وثق في ربك أن مرضك مرحلة مؤقتة لن تبقى طويلا وستزول وكن على يقين أن العافية في العاجل ستلاحقك وأن الصحة ستكون متلألأة على رأسك , كن على يقين أن مرضك إنما هو حب و رضا من الله وليس شرطا ان يكون عقابا منه أو غضبا , فرحمته وسعت كل شىء فهو أرحم الراحمين .
لاتكبل روحك ..
فموعد أجلك عند الله محتوم , ولن تموت نفس قبل أن تستكمل أجلها ورزقها وكل ماهو مقدر لها عند خالقها
لاتكبل روحك ..
فلا أحد يمكن له أن يوقف شيئا أراد الله أن يتمه لك أو يتم شيئا أراد الله أن يوقفه عنك
لاتكبل روحك ..
فلا مانع لما أعطى الله ولا معطى لما منع , كل شىء موكول بأمره منه وحده واليه يرجع الأمر كله .
لاتكبل روحك ..
أترك المخاوف لغيرك أما أنت فمؤمن لا يليق بك إلا أن تكون على يقين بربك , فإن فعلت ذلك فستملأ السعادة قلبك , وسيسكن الفرح روحك .
لاتكبل روحك ...
وإجعل أملك في ربك وحده وكن على يقين أن كل ما يجرى في الكون ليس بعيدا عن علمه بل بعلمه وحكمته وقدرته والكل تحت سيطرته ومشيئته .
لا تكبل روحك ..
واهرب من مخاوفك وطاردها وقاومها وتعامل مع أسبابها بحزم , لا تستسلم لمخاوفك ، استمر في مقاومتها ولاتترك للخوف فرصة أن يحدد لك مصيرك أو يتحكم في معنوياتك أو يحصرك في ركن من أركان روحك تتقوقع فبه وتموت بداخله .
لاتكبل روحك ...
واستيقظ من سباتك لا تترك الخوف يتغلغل في كيانك فيقتلك ويذبحك , كن جريئا في الوقوف أمام مخاوفك طاردها واقفز عليها بكل طاقاتك , وكن على يقين أن توترك وقلقلك بسبب مخاوفك أكبر بكثير في تأثيره السلبى من توترك وقلقك إذا وقعت تلك الأمور التى كنت تتخوفها .
لاتكبل روحك ...
وانتقل بجرأة من الضفة التى تقف عليها واقفز نحو الضفة الأخرى من نهر مخاوفك , و لاتقل أنك ستغرق لأنك لا تستطيع السباحه , وكن على يقين أنك ستجد هناك على الشاطىء المقابل ما ينتظرك من الخير و ماكنت لا تتوقعه من السعادة , ستجد هناك على الضفة الأخرى من نهر مخاوفك أنه لم يكن لديك الحق في تهويل وتضخيم مخاوفك , ستجد أنها ما كانت في حقيقتها سوى فقاعات من هواء الوهم والخوف لم يكن هناك داعيا لوجودها من البداية .
لا تكبل روحك ....
فمع كل مشكلة نعمة غير ظاهرة , وفى كل مصيبة خير لاتعلمه , ابنى من مخاوفك سلما قف عليه واجتاز درجاته واحدة تلو الأخرى واصنع منها النجاح وقف على أعلى نقطة في السلم واستشرف من عليها أيامك السعيدة المقبلة وكن على يقين بأن الله لن يخذلك .
أخيرا ..
لا تكبل روحك ... وردد دوما : اللهم ارزقنا من اليقين ماتهوّن به علينا مصائب الدنيا .
وسوم: العدد 735