خاطرة الصباح: أسلحة روسية متطورة أم أسلحة إبادة جماعية!؟
اعزائي القراء ..
في عام ١٩٧٠ كنت مهندساً مجنداً اخدم في معمل احذية الجيش في حُمص احد معامل مؤسسة معامل الدفاع .بحكم اختصاصي كنت اتابع اداء الاَلات وتحضير برامج صيانتها وتأمين قطع الغيار لها. كانت كافة المعدات من صناعة روسية وقد اتعبتني شكايات رئيس قسم الصيانه اليومية وهو يقدم لي تقريره اليومي يُبين فيه المشاكل الفنية والتي فاقت امكاناته واستعدادات قسمه وأكثر شكاياته كانت حول احتراق المحركات الكهربائية حيث لايخلو يوم الا وفيه اكثر من خمس محركات كهربائية قد احترقت ملفاتها وبحاجة لاعادة لفها من جديد بسبب ارتفاع درجات حرارتها مما تداول العمال يومها بنكته تقول انهم سيحضرون طبختهم ويضعونها على المحركات لطبخها ويوفروا ثمن الغاز ، هذه المشاكل كانت تستدعي استهلاكاً بالوقت والمال وتوقف الماكنه عن العمل وتأخر الانتاج .
قدمت مع رفاقي تقريراً فنيا أحصينا فيه حوالي ٢٠٠ محرك كهربائي بحاجة الى استبدال بمحركات ذات سمعة دولية قبل ان يتوقف المعمل عن العمل . دار التقرير وفتل ورفع الى اعلى المستويات ثم عاد بعدم الموافقة ، لان الموافقة عليه تعني الاضرار بسمعة الرفيق السوفيتي ، والصداقة معه قبل كل شيّء حتى ولو توقف المعمل ...حتى ولو استوردنا أحذية الجيش من معامل الرفاق السوفيت...حتى ولو كانت بلا نعال فان ذلك أحب الى قلوب الشلة العسكرية الحاكمة بقيادة الرفيق حافظ الاسد .
هذه هي الأسلحة الروسية المتطورة وهذه هي أسلحة منصة موسكو.
تحياتي..
وسوم: العدد 762