خاطرة ساخرة تمت إلى الحقيقة
خاطرة ساخرة تمت إلى الحقيقة : اهلاً وسهلاً بكم في سوبرماركات الدساتير المعلبة .
اعزائي القراء..
هل بقي شيء يؤكل او يشرب الا وتم تعليبه؟
بامية معلبة؟ موجودة
كبسة بخروف نجدي معلبة؟ موجودة
باطرش حموي معلب ؟ موجود
لحمة بكرز معلبة؟ موجودة
ورق عنب معلب؟ موجود
منسف درعاوي معلب ؟ موجود
اوزي معلب ؟ موجود
حراء اصبعو معلب؟ موجود
بانجان مقلي معلب؟ موجود
جظ..مظ معلب ؟ موجود
كل شي موجود على رفوف السوبرماركات العالمية..
ظاهرة انتشرت في الاسواق ، فهل هذا الانتشار كان لصالح ست البيت ام ضدها؟ . الجواب هذا يعتمد على ست البيت نفسها ، فالتي لاتحب الطبخ وزوجها (مابتفرء معو) تعتمد على هذه التكنولوجيا وتخزن منها في مطبخها ماتشاء وتقضي وقتها في الصباحيات والقبولات.
وتلك التي هوايتها الطبخ واللقمة الكويسة لاتعترف بمعظم هذه المعلبات فتطبخ طبخة تاكل اصابيعك وراها .
ولكن السؤال الذي سأصل اليه هو : هل طور العالم معلبات اخرى لاتمت للطعام ولا للمشروبات بصلة وقذف بها الى اسواقنا؟.
الجواب : نعم
الانظمة الديكتاتورية في البلاد العربية طورت اسلوب الفتاوي و سهلتها على المواطنين وأوعزت الى بعض اصحاب اللحى الخاصين بها بتعليب فتاوي جاهزة في علب أنيقة .
فكان منها فتوى معلبة لفضيلة على جمعه :
إرضاع من زميلتك بالعمل حتى تشبع منعاً للخلوة معها في مكتب واحد.
ولكن السيد المفتي احمد حسون كان منافساً قويا لفضيلة علي جمعه فعلب الكثير من الفتاوي :
منها فتاوي تحت عنوان
Good Morning
وفتاوي شالوم
وفتوى:اقصف ودمر حلب ياسيادة الرئيس ولاتخشى احداً
ولكن أغلى الفتاوي المعلبة الصادرة عن السيد حسون تحلل لرجل الدين بالاشراف والتحسس فيزيائياً على المقاييس الجمالية لملكات الجمال .
فزاد عليه الشيخ مامون جمعة وصنع فتاوي معلبة جديدة يسمح بها بإدخال علم روسيا الى الجامع الأموي والصلاة عليه .
وفتوى معلبة اخرى تقول : اذهب يا بوتين وقاتل ونحن من ورائك .
كل هذه الفتاوى المعلبة متوفرة في الصيدليات السورية والمصرية مع نشرة تعليمات للاستعمال .وتوزع مجاناً مع صور للسيد الرئيس .
كذلك وصلت العلب الجاهزة الى ايران .
فإيران اليوم تستورد معلبات من صناعتها مصدرة الى افغانستان وباكستان والعراق ولبنان تفتحها فتجد في كل علبه ٥ رجال من العصابات الطائفية مع سلاحهم الجاهز ، فترسل منهم الى حُمُّص ١٠٠ علبة والى حلب ٢٠٠ علبه والى درعا ٣٠٠ علبه وهكذا .. فيفتحون العلب بالروموت فيخرج هؤلاء من علبهم ويمسحون الزيت عنهم وينهالون على السكان تقتيلاً وحرقاً وفق تعليمات جاهزة موجودة داخل العلبة .
هيك صارت العملية أرخص وأسهل ولا حدا حس ولا حدا دري..
ولكن ما رأيكم اذا انتقلت صناعة المعلبات الى سوتشي وتم املاء رفوف السوبر ماركات هناك بدساتير معلبة؟
السادة المعارضة تستعد للذهاب الى سوتشي ، وسوتشي بهذه الايام ممتعة وجميلة وطقسها حلو ، وبعد الاستقبال الحار من هيئة المراسيم الروسية والاسدية.. سيتم برمجة زيارة لهم لسوبرماركات خاص بالدساتير المعلبة بوجود خبراء دساتير روس معهم للشرح والإفادة ، وسيمرون على كل علبة أنيقة بينما يشرح لهم الخبير الروسي:
هذه علبة أنيقة محفوظ فيها دستور لينين المعدل.
وهذه علبة لدستور الدولة الروسية الحديثة بعد برجينيف
وهذه علبة لدستور اسد ١ لعام ١٩٨٢ بموجبه دمرت حماة و اسد ٢ بموجبه دمرت كامل سوريا ...ولكن لايهمكم كل شيء قابل للإصلاح
وهذه علبة لدستور ماو تسي تونج
وهذه علبة لدستور سيسي ١
وهذه ... وتلك..
ثم تبدأ التوصيات:
ايها السيدات والسادة..في الائتلاف الوطني والقاعدين في مصر وروسيا ودمشق القصر الجمهوري ..نحن وبخبرتنا الطويلة في الديموقراطية ننصح عمل خلطة من عدة علب دستورية.. صحيح بتكلف زيادة ! بس لايهمكم نحن ندفع الفرق.
ضعوا في الخلاط:
شوي من علبة ماو + شوي من علبة بوتين+ شوي من علبة اسد ٢+ شوي من علبة كيم ايل سونغ .. وحطوا من طرفكم لحسة دستور باصبع الخنصر.
وأخلطوا طبخة الدستور كويس ثم اسكبوا الطبخة في علب أنيقة واكتبوا عليها :
الصناعة الجاهزة للدستور
دستور صنف ممتاز للجمهورية العربية السورية
تعبئة مصانع سوبرماركات سوتشي العالمية
مصنوعة من افخر المواد الديموقراطية الطبيعية
واهلاً وسهلاً بكم في سوبرماركات الدساتير المُعلبة.
مع تحياتي...
وسوم: العدد 783