البدر العربي
لمّـــا أرخى الليل سدوله في ليلةٍ ملأتْ قطعُ الغمامِ سماءَها ، فتارة يظهرُ البدرُ ، وتارةً يختفي .
بدتْ قطعُ الغمامِ كأنهنّ يتناوبْنَ في حجب االبدر الأبيض غيرة ً منه .
أسْدَلْتُ ستارةَ النافذة واللحاف عليّ ، لكن بقيت مفتوحتان عيّنيَّ بسبب هذا المشهد الذي ألقى القبض عليّ فأسرني بهدوءه وحركة غيومه التي تمشي الهوينا ، فدفعتُ اللحاف َ بقدميّ ، وجلستُ على الأريكة بعد منتصف تلك الليلة وتداعتْ الأفكارُ إليّ .
أضواءُ طرقات الحضارات المسوّمة بدتْ كأنها تنافسُ القمر ومواقع النجوم لكن دون جدوى وكانت فارغة من الحياة في هذه الساعة إلا من قط ساهر أو سلحفاة تائهة حاملة خريطتنا على ظهرها تعبر الطريق ببطء وصمت وأمان .
جمال هذه اللوحة الغامضة شوهه غرقُ الأمة بسلطانيّ النوم والغفلة وتَخدُّرِها بثوب الغرب ؛ فأضحت في ظلمات ثلاث .
ولما يأتي العائذ الثاني العربيّ ذو الوجه البدريّ - والذي انتخبه الله لنا - ستتبدّدُ هذه الظلمات وستنعم الإنسانية بدولة العدالة السّماوية وسيرى الناس لمحة في الدنيا عن نعيم الآخرة .
وسوم: العدد 786