خواطر فؤاد البنا 794
مهما كثرت شلّالات الدراسات العلمية والأبحاث الجديدة والكتب الجادة في بلداننا؛ فإنها إن لم تصل إلى عقول الناس فترويها، وتصل إلى أيدي صُنّاع القرار فتُغنيها، فإنها ستظل بلا معنى ولا قيمة، إذ ستظل العقول مُجْدبة والأفئدة فارغة من إرادة التغيير!
****************************************
سنكون بخير عندما نبحث عن معارف ومهارات وخبرات وسلوكيات من سيتولى لنا أي مسؤولية عامة، دون أن نهتم بقبيلته أو منطقته أو حزبه أو سلالته!*
****************************************
ذهب علماءُ السلاطين إلى حرمة السخرية من ذيل بغلة السلطان، لكنهم لم يُحرِّموا جَدْعَ أنوف الأحرار في السجون الظالمة، بل هناك من أجازوا قتل أصحاب الاجتهادات المخالفة لوليّ الأمر؛ بزعم أن أبا بكر الصديق قاتل مانعي الزكاة، وكأن الزكاة عند هؤلاء مسألة فرعية تخضع للاجتهاد!
****************************************
لقد بدأ افتقادُ الحُكم في التأريخ الإسلامي للحكمة، يوم أن انفصل السلطانُ عن القرآن، وظلت الهُوّة تتسّع مع كَرِّ الليالي وفَرِّ الأيام، وذلك بابتعاد الأمراءُ عن العلماء العاملين، وتهافُتِ بعض المحسوبين على العلم على الانضمام إلى بطانة الحاكم، ووصل الأمر في زماننا إلى أن دخل علماءُ التدين المنقوص والمغشوش حظائر حكام الجور غير مبالين بإسلام ولا مسلمين!
****************************************
ذهب علماءُ السلاطين إلى حرمة السخرية من ذيل بغلة السلطان، لكنهم لم يُحرِّموا جَدْعَ أنوف الأحرار في السجون الظالمة، بل هناك من أجازوا قتل أصحاب الاجتهادات المخالفة لوليّ الأمر؛ بزعم أن أبا بكر الصديق قاتل مانعي الزكاة، وكأن الزكاة عند هؤلاء مسألة فرعية تخضع للاجتهاد!
****************************************
تَشتدّ الحرب العالمية ضد الإخوان المسلمين لعوامل كثيرة، ومن أهمها أن الإخوان هم المُكوِّن الأساسي لما يسميه المفكر السوري عبد الكريم بكار بالمحيط الذهبي الذي يمثل رافعة أساسية للنهوض الحضاري، وذلك في أغلب المجتمعات العربية التي يتواجدون فيها، ويقصد به وجود ما لا يقل عن 3% من السكان الذين يتطوعون لخدمة الشأن العام، ويصبح شغلهم الشاغل الهَمّ النهضوي لمجتمعاتهم، ولابد أن الآلاف من الدراسات والاستطلاعات والاستبيانات التي خضعت لها مجتمعاتنا قد أوضحت للغربيين هذه الحقيقة بجلاء.
****************************************
لأن التحديات شرط من شروط الإقلاع الحضاري، فعندي أمل أن التآمر على الحركة الإسلامية سيزيدها نضجاً ويساهم في اختصار الزمن المطلوب للذهاب بها نحو التمكين، وذلك من زاوية قول الشاعر:*
*حاولوا هَدْمَ سُورٍ فبَنَوهُ*
*وأتَوا كي يَقصُروه فَطالا!
****************************************
يُضاجع اليمنيون الجوع ويصارعون الخيانة، وهما أمران استعاذ منهما صلى الله عليه وسلم في قوله: (اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضّجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة)، ويبدو من هذا الاقتران بين هاتين المصيبتين أن الخيانة هي من تجلب الجوع، فحيثما وُجد الجوع فثَمّة خيانة!
****************************************
****************************************
****************************************
وسوم: العدد 794