أمي والمشايخ الممنوعون !؟
من ذكريات الأمس :
أمي رحمها الله كباقي الأمهات اللواتي من جيلها ، لم يجدن في وقتهن مدارس يتعلمن فيها ، وحسب إحداهن أنها حفظت بعض قصار السور ، وأدعية تكررها في صلاتها !
وولاؤهن للإسلام يتلخص بكلمات : سيدنا محمد أحسن شيء، اللهم صل عليه !
يتهامسن في مجالسهن أن في حلب مشايخ ممنوعين ، ومن يذهب إليهم لا يوظف ، ولا يقبل تطوعه في الجيش !؟
كانت تسألني كلما عدت للبلد : عن صفة هؤلاء المشايخ الممنوعين ، وإذا ما كنت أذهب إليهم !
فأقرب لها بأمثلة بأشخاص من بلدنا تعرفهم ، فأقول : هؤلاء الممنوعون – يا أمي - مثل إبراهيم عاصي ، وابن الحاج محمود حسناوي محمد ، ومحمد بشير حلوي !
فيرتسم الاستنكار والتعجب في قسمات وجهها ، وتتمتم بكلمات هامسة : ياعيب الشوم ، إذا كان هدول ممنوعين ، مين المقبولين ! ومع ذلك كانت بدافع حرص الأم تُلِّح علي ألا أتردد عليهم !؟
إلا أنني لم أطعها في هذه ، وأطعتها فيما سوى ذلك !
وكان في ذلك خير لي ولها !!
وسوم: العدد 817