كل شيء تعود...
اعزائي القراء
في مذكراتي التي كتبتها بعنوان
" محطات صغيرة في حياة انسان عادي "
والتي جمعت الاحداث الشخصية والاجتماعية والسياسية ، تطرقت فيها لفترة دراستي الثانوية اختصر لكم فقرة منها :
يقع بيتنا في حلب امام شركة الكهرباء ( قبل إغلاقها وتعويضها بمحطة عين التل البخارية) عند تقاطع جسر القطار المار فوق شارع السبيل مع شارع فيصل . كانت نافذة غرفة الجلوس التي ادرس فيها مقابلة لشركة الكهرباء حيث كانت مولداتها تعمل بربطها بمحركات ديزل بقوة كل محرك ٢٥٠٠٠ حصان x ٦ وكان صوت المحركات يهز البيت ويجعل النافذة ترج باهتزاز روتيني .تتوقف المحركات عن العمل الساعة ١٢ ليلاً فيهدأ الشارع .
و الاكثر من ذلك كان يمر القطار ليلاً بصفيره قادماً من دمشق ليكمل السمفونية. كل ذلك الضجيج لم يكن يؤثر على دراستي بعد ان تعودت على سماع هذه السمفونية، بل اكثر من ذلك عندما يتوقف ضجيج محركات الديزل أتوقف عن الدراسة ولا استطيع حل ابسط مسأله حسابية فأشعر بالضجر .
ويبدو ان مسؤولي عصابة الاسد في قيادة الصمود والتصدي والمخابرات الاسدية قد قرأوا مذكراتي و استفادوا منها مجاناً، فعقدوا اجتماعاً هاماً اثناء الثورة بمشاركة وزير التعليم العالي والأدنى من العالي للاستفادة من مذكراتي لجعل طلابنا يبرزون في دراستهم فتوصلوا الى انتاج الضجيج المفيد عن طريق تكنولوجيا البراميل الاسدية والفوسفورية والصاروخية مع شركائهم وتكثيف إلقائها على المدن والبلدات والقرى من اجل المحافظة على مستوى ضجيج كاف لتهيئة الجو المريح لطلابنا لدراسة سهلة وممتعة تهيء لهم مستقبلاً باهراً.
فكانت النتيجة مذهلة:
٩٨٪ من الطلاب رسبوا ليس لكسلهم بل لانهم فارقوا الحياة من القصف
و ١٪ نجح بدرجة وسط
و ١٪ نجا بنفسه وهاجر
اعزائي القراء
الم اقل لكم ان النظام الاسدي لا يألوا جهداً الا ويدخره لخدمة الشعب السوري
مع تحياتي ..
وسوم: العدد 841