خاطرة مهداة إلى أديب سوريا دون منازع الأستاذ عبد الله الطنطاوي
الأخ الحبيب الأديب الأريب عبد الله الطنطاوي ابن مدينة إعزاز المحررة من الاحتلال النصيري
الطنطاوي أديب الربيع العربي
الطنطاوي تلميذ سيد قطب
الطنطاوي تلميذ مصطفى السباعي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعيدكم مبارك
من أين أبدأ الموضوع وفي خيالي سيد الوجود عظيمنا محمد عليه الصلاة والسلام يخترق الصحراء وقد شمرّ عن ساعديه ويأبى ركوب جمل قدم له ، وليس من حراسة له سوى مولاه الذي قال له والله يعصمك من الناس صلى الله عليه وسلم .
كان المنشد الريحاوي البربور رحمه المولى ينهي أناشيده بقوله :
حيث جبريل في السموات مجد
يعلن البشرى بمولد أحمد
صلوا عليه وسلموا تسليما .
وقد أحسن الكاتب المصري العقاد عندما كتب كتابه عن ( عبقرية محمد ) ومن داخله شك فيما أقول فليقرأ كتاب الجنرال العسكري اللواء الركن محمود شيت خطاب وعنوانه ( محمد القائد ) صلوات الله وسلامه عليه
الدنيا كلها ترى سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بدون حراسة ولا ماء مبرد يخوض الصحراء لمسافة أكثر من ٦٠٠ كم حيث الروم أكبر دولة في زمانه صلى الله عليه وسلم وقاد جيشا جنوده فتحوا الدنيا على الحصان وبدون صواريخ عابرة للقارات ودون براميل متفجرة تسقط على رؤوس الآمنين
فهذا قتيبة الباهلي على أبواب الصين وذاك محمد بن القاسم الثقفي يصهل حصانه عند مياه كراتشي
هل سمعتم بالعلاء الحضرمي وهو يخوض بخيله مياه البحرين وهتاف الله أكبر يملأ الآفاق .
من يتحرم دينه تحترمه الدنيا .. رومل القائد الألماني الذي وصل إلى مشارف مصر إلى العلمين ونفذ الوقود من عنده جاء وأخذ التحية للجنرال الأمريكي قائلا اعذرني فقد نفذ عندي الوقود ؟
سأخبرك أيها الأديب أنه كان في صفوف المظليين في سوريا خريجي المدرسة الخسروية بحلب وهم
عبد الرحمن كرمان ورفعت حسن وهو كردي وخليفة صلاح الدين .
نعم إن جنود القومية العربية لما قفزوا من المظلات ووصلوا إلى الأرض وقد تغذت بناطليهم من البول باعتراف نسوتهم
ومن منا لم يسمع بالمظليات الطائفيات وهجومهن على الحجاب بدمشق !
أجل عندما اعتززنا بغير الإسلام أذلنا الله
فلا تستغربوا ماترون من دمار روسيا وفجارة إيران المجوسية وحقد الطائفة النصيرية
اعتززنا بغير إسلامنا فأذلنا الله .
تأمل أيها الأديب هذا البيت لشاعر منبج أبو ريشة حين قال :
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدو الغنم
إسرائيل تقودها عجوز هي مائير وأعور هو ديان غلبوا خمس جيوش عربية في ستة أيام ، ولذلك سموها حرب الأيام الستة ، وكيف نربح حربا والقائد الأول لبعضها هو الجنرال اللبني البريطاني وهو الذي حطم سكة القطار الذي صنعه السلطان عبد الحميد العثماني
اعتززنا بغير الإسلام فأذلنا الله !
بل في تاريخنا رفض مطران القدس أن يسلم مفاتيحها لأيادي ما عرفت الوضوء واستلمها فاروقنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وجاء بناة السوء صنيع القومية العربية الملحدة فأضاعوا البلاد والعباد فأين الحمة وأين جبل الشيخ وأين سعسع ؟
وطن عليه من الزمان وقار
النور ملء شعابه والنار
تغفو أساطير البطولة حوله
ويهزها من مهدها التذكار
عفوا أيها الأديب
عفوا أبا الأحرار كم من زفرة
مخنوقة أخشى العداة تثار
فأنا يا أخي :
فأنا عند عهدك لاتلين شكيمتي
كلا ولا يعزى إليّ عثارُ
ولاعشتُ في زهو الشباب منعما
إن نال من زهو الشباب العارُ
الطائفيون ضحكوا علينا بنياشين ورتب فصار عندنا عماد ومشير
واحد من الباب والثاني من الرستن وعدنا بخفي حنين كما يقول المثل
وحكامنا عملاء الماسونية كما يقول الشاعر :
يكذبون بمنتهى الصدق
يخونون بمنتهى الإخلاص
يدمرون بلدانهم بكل وطنية
يقتلون إخوانهم بكل إنسانية
ويدعمون أعداءهم بكل سخاء .
الأخ الحبيب لك كل المحبة والتقدير سائلا المولى لك بطول العمر مع العافية فخيركم من طال عمره وحسن عمله
والله أكبر ولا عز لنا ولامجد لنا إلا بالعودة الصادقة إلى الإسلام وهديه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
وعيدكم مبارك
وكل عام والأمة الإسلامية بخير
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا .
وسوم: العدد 858