خواطر فؤاد البنا 881
من كان يظن أن الله يمكن أن يخلف وعده لعباده الصالحين؛ فليراجع إسلامه ويجدد إيمانه، فإن الله لا يخلف وعده ولا يبدل كلماته التي قضت بأن النصر للمؤمنين الذين يستوفون الأخذ بالأسباب ويستكملون التوكل على مالك الأسباب؛ فينصرون الله بهذا الصنيع ويستوجبون تأييده ونصره.
******************************
يُقسم العلماء التفسير إلى قسمين: التفسير المعتمد على الرواية (المأثور) والتفسير المتكئ على الدراية (العقلي)، ويتوقع المرء أن التفسير المأثور سيكون أقرب إلى مراد الشارع من التفسير العقلي، لكن الواقع يفاجئنا بأن الأغاليط والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان قد تسربت إلى ما يسمى بالتفسير بالمأثور أكثر من التفسير العقلي، ذلك أن الاتكاء على الرواية بدون غربلة قد سمح لمئات الإسرائيليات والغرائبيات بالتسرب إلى كتب التفسير، مثل روايات كعب الأحبار وأضرابه من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام وحملوا معهم ثقافتهم فتلقفها بحسن نية بعض المسلمين الذين يميلون إلى الغرائب ويحتفون بالعجائب!
******************************
تسير هذه الحياة وفق قوانين صارمة، لكنها تُكسر أحياناً من قبل صانعها حتى لا ينساه الناس ويذهبون إلى تربيب السنن وجعل الأسبابَ أنداداً لله، غير أن الجبريين في تعاميهم عن المنهج السنني يركزون على الاستثناءات وينسجون منها فكرا جبرياً يسلب الأسباب فاعليتها وينكر مشيئة الانسان، ومن هؤلاء الشاعر الذي يقول:*
يموت راعي الضأن في جهله
ميتة جالينوس في طبّه!
وسوم: العدد 881