خواطر فؤاد البنا 893
ثياب الحمق!
الحمق حالة عقلية تجعل المرء يسيء النظر للأشياء ويسيء تقدير الحالة وقد يقلب الأمور رأسا على عقب؛ ولذلك فإن الحمق ليس له شكل معروف ولا لبس محدد ولا مظهر مميز، فلقد رأيته مراراً يمشي على قدمين، لكنه قد يرتدي بنطلونا وقميصا وكرافتة تارة، وقد يرتدي عمامة ويتزين بلحية طويلة تارة أخرى، وهذا أسوأ صور الحمق؛ لأن العقل القصير يفضح اللحية الطويلة ويرسم للمتدين صورة شوهاء بالغة السوء!
***********************************
الاعتزاز بالذات:
▪يعتز المرء بذاته ويتحرر من عقدة النقص التي تثوي في تكوينه الترابي، فقط حينما يكتشف مواهبه ويساعدها على التفتق والانبثاق، ليصير صاحب شخصية مميزة ورسالة واضحة المعالم في هذه الحياة، وعندها لن يبالغ في الاهتمام بمظهره الشخصي ولن يشعر بالخجل مما ابتلاه الله به من نقص أو سوء في الخِلقة.
▪ومما يرويه التأريخ الإسلامي في هذا الشأن أن الجاحظ كان قبيح الوجه، ويروي الجاحظ نفسه حكايات عديدة لمواقف طريفة حدثت له بسبب ذلك، ولم يشعر بأي مشكلة؛ لأنه ممتلئ بالإنجازات الضخمة، ومعتز بما قدم للناس من أعمال متميزة في مجالات الأدب والفكر والسياسة.
▪وتخيلوا معي لو كان الجاحظ شخصا فارغا ولم يقدم شيئا ذا بال للناس، هل كان سيسارع لرواية الفُكَه والنوادر التي تحدث له وتسخر من وجهه القبيح؟ لا أعتقد ذلك وأغلب الظن أنه كان سيعاني من أزمة نفسية تمنعه من الاستمتاع بما أعطاه الله من عطايا أخرى!
***********************************
اقتناصُ الفرص
من الأمور التي يتميز بها الأذكياء الطامحون، قدرتهم على اكتشاف الفرص التي قد تثوي في قلب التحديات، ومسارعتهم إلى اقتناصها بحرفية عالية، حيث يعرفون من أين تؤكل الأكتاف ويمتلكون المهارات المناسبة لاصطياد الفرص المتاحة، واستثمارها على الوجه الأمثل بما يحيلها إلى رصيد مقدر في ابتلاء الحياة.
وبهذا الصدد يقول شاعر عربي:
إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن لكل خافقة سكون!
وسوم: العدد 893