الزائر المقنع
هذا الصيف شديد الحرّ ، ويقال أنّ هذا الـحــرّ كي تنضج ثمــار العنب والتين ؛ لكننا نضجنا قبلهما .
حتى الأفاعي التي لا تخرج إلا في الحرّ اختبأت من شدّته هذا الهام .
هذي جبهة الطقس ، وجبهة وباء أو جائحة الكورونا أشدُّ ؛ فقد بدأ عام ألفان وعشرون حاملا عصا الوباء وساق الناس وفق قانونه ، فضاق الناس وأصبحوا كما السجناء بغض النظر عن الشعور بالوحدة العالمية التي ساقنا اليها الوباء كما لو كنا نواجه غزوا فضائيا .
حينما انطلق الوباء من محطته الأولى في الصين في بداية العام كنا نرقبه عن بعد ، حتى تلوّنت كل الكرة الأرضية باللون الأحمر وغيره .
واللافت أن الناس استراحوا من عبء كلمة الإرهاب وتنفسوا الصعداء فقد أصبحت كلمة الكورونا تتربع على عرش الشاشات وترمق الإرهاب بازدراء بطرف عينيها .
ويبدو أن جائحة كورونا بداية جديدة لما هو آت أو مقدمة لحدث يُحدثُ تغييرا جذريا في الأرض .
أبدى المحللون والمفكرون آراءهم واجتهدوا لكن لم يشف تحليلهم غليل المراقب والحائر .
ربما ما يحدث هو وجهٌ أبيضَ للعدالة مقنـّــعٌ بقناع أسود مخيف .
وسوم: العدد 893