الخاطرة ٢٨٠ : حقيقة يوم المرأة العالمي وتكوين المرأة
خواطر من الكون المجاور
" بمناسبة يوم /٨/ آذار (مارس) اليوم العالمي للمرأة ، إلى جميع نساء العالم كل عام وانتن بخير "
بعد الآلاف من السنين من الصبر والعذاب والإهانة استطاعت المرأة وبجهود جبارة بذلتها ضد ظلم الرجل لها أن تقترب من تحقيق العدالة الإجتماعية وكذلك في إقناع كبار المفكرين الصالحين في ضرورة تأمين حقوقها ككائن حي يلعب دور كبير في حل المشاكل الإجتماعية وتطوير الإنسانية. فكان من الطبيعي أن نشهد في بداية القرن الماضي قرارات دولية في تعين يوم /٨/ آذار من كل عام كيوم عالمي للمرأة ، وكذلك يوم لعيد الأم. ولكن للأسف فسرعان ما انتبه أؤلئك الرجال الحاقدون على المرأة من خطورة هذا الوضع العالمي الجديد على ميولهم وشهواتهم الدنيئة ، وكونهم يعلمون أن هذا التغيير الذي حصل بخصوص مكانة المرأة في المجتمع هو نتيجة مخطط إلهي يتعلق بشكل تام بتطور التكوين الروحي للإنسانية، وأنه من الصعب جدا تعطيله ، لهذا استغلوا لهفة المرأة لهذا التغيير ، وكون المرأة كانت بلا خبرة في التعامل مع هذا العالم الفكري الجديد التي ستدخله لتمارس دورها ، حاول هذا الصنف من الرجال تحريف الطريق الصحيح الذي يناسب تكوين المرأة ليمنعها من أن تقوم بدورها على أكمل وجه ، فأقناعوها بضرورة المطالبة بحقوقها بنشر شعار (المساواة بين الرجل والمرأة) بين النساء ، فبدأ هذا الشعار يظهر كهدف أول لجميع منظمات الإتحاد النسائي التي بدأت تتأسس في معظم دول العالم كشعار تقدمي يحقق العدالة لحقوق المرأة . فكانت نتيجة نشر هذا الشعار المزيف تحويل المرأة إلى رجل والذي ساهم في تشويه دورها الحقيقي . فتحول فكر المرأة بدون أن تدري إلى فكر ذكوري ساهم في تحويل المجتمعات الإنسانية إلى مجتمعات همجية أكثر مما كانت عليه في الماضي ، وأصبح أطفال العالم ولأول مرة في تاريخ البشرية اطفال يتامى الأم . فكان من الطبيعي أن تكون نتيجة هذا التشويه في فكر المرأة وسلوكها ولادة ظاهرة (الطفل المجرم) في العصر الحديث والتي لم يعرف التاريخ مثلها من قبل .
إن التكوين الروحي للمرأة مختلف كثيرا عن التكوين الروحي للرجل ، لهذا فصفاتها الجسدية والعقلية هي أيضا مختلفة ، فمن الطبيعي أن يتفوق الرجل على المرأة في الأعمال والمهن الذكورية ، فأهم مشكلة ظهرت في عصرنا الحديث أن دور التعليم والأبحاث العلمية أصبحت تستخدم فقط الرؤية الذكورية (المادية) ، وهذا لم يحدث مثله في تاريخ البشرية . فمعظم الأنبياء كانت رؤيتهم من النوعية الإنثوية (الروحية) . فسيطرة الرؤية المادية على المنهج العلمي الحديث جعلت من المرأة ليس فقط كائن عديم الفائدة تماما ، ولكن كائن يساهم في دمار نفسه ودمار أطفاله أيضا . للأسف ربما الكثير من المثقفين اليوم ، لن يستوعبوا هذه الفكرة وهذا شيء طبيعي لأن المنهج العلمي الحديث قد خلق نوع من عمى البصيرة غير قادر على رؤية مضمون ما يجري من حوله . ولهذا سنحاول في مقالة اليوم الإعتماد على تفسير القوانين الكونية التي وضعها الله عز وجل في خلق الكون بكل محتوياته بهدف فهم حقيقة تكوين المرأة الجسدي والروحي وكذلك حقيقة الفرق بينها وبين الرجل .
القانون الكوني الأول يقول : أن حواء (المرأة) هي التي أغواها الشيطان أولا ثم هي بدورها أقنعت آدم (الرجل) في فعل الخطيئة التي أدت إلى طرد الإنسان من الجنة . لهذا كانت العدالة الإلهية المطلقة في تحقيق عودة الإنسان إلى الجنة أن تكون (المرأة) وليس الرجل ، هي المسؤولة عن تصحيح تلك الشوائب الشيطانية التي دخلت في تكوين الإنسان نتيجة الخطيئة . ولهذا أيضا نجد أن الحكمة الإلهية في تصميم القرآن الكريم قد أشارت إلى صحة هذا القانون الكوني {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧) البقرة} . فآدم عاد إلى الجنة لأنه ليس له دور في تصحيح الخطيئة . فالرجل كتكوين جسدي وروحي لا يُعبر عن تكوين آدم ، ولكن يعبر عن تكوين قابيل الذي لم يتقبل الله قربانه كونه هو الذي يحمل الشوائب الشيطانية . أما المرأة فهي التي دورها تنقية الشوائب الموجودة في الرجل لتصل الإنسانية في المستقبل إلى الإنسان النقي المناسب للعودة إلى الجنة. ولهذا نجد قانون التزاوج في الكائنات الحيوانية بشكل عام يعتمد قانون (اختيار الأنثى للذكر المناسب) . فالذكر في موسم التزاوج يعرض صفاته ومهاراته ، ولكن الأنثى هي التي ستحدد نوعية هذه الصفات والمهارات الموجودة في الذكر لتسمح له بالتزاوج معها لتنقلها إلى أبنائها . فإذا كانت الأنثى راقية ستختار الصفات والمهارات المناسبة في الذكر التي ستسمح للنوع أن يتطور إلى الأرقى لأن الله وضع هذه الصفات والمهارات في هذه الكائنات الحية كونها لها علاقة بالتكوين الروحي والمادي للإنسان ، كطيور الكناري -مثلا- فالأناث في طيور الكناري تعتمد في اختيارها على جمال تغريدة الذكور ، ولهذا نجد أن نوعية غناء هذه الطيور قد وصلت إلى مرحلة راقية جيدا . هذه الصفة ساهمت في استمرار النوع وتحسينه ، فنجد أن الإنسان نفسه قد تدخل في عملية حماية هذه الطيور وبدلا من أن تتواجد في موطنها الأصلي فقط ، اليوم نراها تتواجد في معظم مناطق العالم . أما إذا كانت الأنثى غبية فستختار الصفات والمهارات المناسبة لمصلحتها هي فقط والتي لا فائدة لها في تطوير التكوين الإنساني ، عندها ستؤدي في النهاية إلى إنقراض النوع كما حصل -مثلا- مع احد أنواع الغزلان (الغزال الايرلندي) حيث اختارت الأنثى الذكر ذو القرون الأطول لتتزاوج معه ، هذا الإختيار ساعد في ازدياد طول القرن مع الزمن حتى وصل الأمر في النهاية أن يصل طول قرني الذكر إلى /٣/ أمتار تقريبا (الصورة) ، هذه الصفة جعلت ذكر هذا الغزال يجد صعوبة كبيرة في الجري ما بين الأشجار فتحول إلى فريسة سهلة ، وفي خلال فترة زمنية بسيطة وجدت إناث هذا النوع من الغزلان نفسها بلا ذكور فكانت النتيجة إنقراض أفراد هذا النوع بأكمله .القراء الذين لديهم ثقافة إسلامية عن موضوع الفرق بين الرجل والمرأة في اﻹسلام سيرفضون فكرة تفوق دور المرأة (الأنثى) على دور الرجل (الذكر) في عمليات التطور ، فحسب رأيهم بأنه هناك آيات قرآنية وأحاديث شريفة صريحة تؤكد على ان الله فضل الرجل على المرأة ﻷن تكوين الرجل أفضل من تكوين المرأة فحسب زعمهم أن اﻵية (٣٤) من سورة النساء تذكر ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض... ) وهناك أيضا حديث شريف يذكر ( يا معشر النساء تصدقن وأكثرن اﻻستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، فقالت امرأة منهن جزلة : وما لنا يارسول الله أكثر أهل النار ؟ قال تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن ، قالت : يا رسول الله ما نقصان العقل والدين ؟ قال : أما نقصان عقلها فشهادة امرأتين تعادل شهادة رجل فهذا نقصان العقل ، وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر رمضان ، فهذا نقصان الدين ) والمقصود من ( تمكث الليالي فلا تصلي ولا تصوم رمضان. ) أن النساء تفعلن ذلك بسبب الحيض. ولكن هناك حديث شريف أخذ شكله الشهير بالعبارة (الجنة تحت أقدام الأمهات) يُلغي هذا الفهم الخاطئ لهذه النصوص الدينية التي حاول أولئك الرجال الحاقدون على المرأة استغلالها في أن تبقى المرأة كائن ضعيف ليفعلوا بها ما يشاؤون . فالقانون الكوني في المخطط الإلهي للتطور بشكل عام يوافق تماما على صحة المبدأ الذي يقول بأن العودة إلى الجنة تحت سيطرة المرأة (الانثى) وليس تحت سيطرة الرجل (الذكر) ، وهنا سنحاول ذكر أدلة من قوانين مختلفة النوعية تؤكد صحة هذا القانون .
القرآن الكريم يقول {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٣١)البقرة} ثم يقول {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ(٣٤)البقرة} ، فتعلم الأسماء له معنى رمزي ويعني الإدراك الشامل أي البصيرة . فتعليم آدم الأسماء حدث في الجنة ، ولكن بعد خروج الإنسان من الجنة نجد أن أمهات معظم الأنبياء هن اللواتي اخترن أسماء هؤلاء الأنبياء وليس أبائهم . وهذا دليل على أن السجود هنا هو للمرأة وليس للرجل كما حصل في الجنة ، لأن تكوين المرأة بعد خروج الإنسان من الجنة أصبح أرقى من تكوين الرجل . ولهذا إذا تمعنا جيدا في صفات سلوك الأنبياء نجد أن دور معظمهم كان تقريبا دور أنثوي وليس ذكري ، وخاصة دور عيسى عليه الصلاة والسلام كونه ولد من إمرأة عذراء لم يكن للرجل أي علاقة بعملية إنجابه .
أيضا الحكمة الإلهية في تصميم القرآن وضعت عنوان السورة الأولى بأسم مؤنث (الفاتحة) وليس (الفاتح) . فهذه الحكمة توافق تماما القانون الكوني في تطور محتويات الكون ، ولها معنى أن تغيير جهة التطور في كل مرحلة من مراحل التطور هو تحت سيطرة المرأة أو الأنثى وليس الرجل . ولهذا كان دور المرأة في الحفاظ على الدين أقل من دور الرجل . لأن كل دين يخص فئة من سكان العالم ، ولهذا لم تستطع أي ديانة عالمية أن تنتشر في جميع مناطق العالم لتكون هي الديانة الرسمية لدول العالم . فما حدث تاريخيا ليس صدفة ولكن حكمة إلهية تؤكد أن دور المرأة هو توحيد شعوب العالم وليس تفوق أمة على أمة أخرى . ولهذا نجد أن معظم الديانات العالمية لم تسمح للمرأة أن تأخذ دور القائد الديني لها وهذا سببه ليس كون مكانة المرأة عند الله أقل من الرجل كما يعتقد الجهلة ، ولكن بسبب كون دور المرأة أهم من دور الدين نفسه ، فكل ديانة عالمية هي مكملة للديانة التي سبقتها والدين الشامل الذي وضعه الله لعباده هو الدين الذي يحمل في مضمونه جميع الأديان العالمية ، والمرأة هي فقط من تستطيع رؤية تعاليم هذا الدين الشامل ، أما الرجل بشكل عام فيرى تعاليم دينه فقط . ولهذا نجد أن سلوك الأنبياء كان يحتوي على جميع مكارم الأخلاق التي ظهرت في تعاليم الديانات القديمة ، أما أتباع الديانة الواحدة فمعظمهم أتبعوا مكارم أخلاق ديانتهم فقط .
الحكمة الإلهية في تصميم اللغة العربية التي اختارها الله عز وجل لتكون لغة آخر كتاب مقدس (القرآن الكريم)، تؤكد على صحة هذا القانون الكوني في تفوق المرأة على الرجل . فاللغة العربية أعطت الأنثى في الإنسان أسم ( امرأة ) ، هذه الكلمة تسمع وكأنها تتألف من مقطعين (ام - رأة ) ، اﻷول هو ( أم ) أي والدة ، والثاني ( رأة ) أي ( رأت ) بمعنى أن المرأة قد اكتسبت حاسة الرؤية والمقصود هنا رؤية البصيرة ، وهذا يعني أن الرؤية عند المرأة تعتمد على البصيرة أما عند الرجل فتعتمد على الرؤية المادية ، فعين الرجل ترى شكل الشيء بينما عين المرأة فترى مضمون الشيء. لذلك فإن عين المرأة أرقى من عين الرجل. ﻷنها عين الروح أما عين الرجل فهي عين المادة. نتائج الأبحاث العلمية أيضا توافق تماما على صحة هذا الدليل. حيث أثبتت التجارب العلمية أن المرأة تمتلك ذاكرة بصرية أقوى من الرجل حيث أن عين المرأة تستطيع أن تحتفظ بالملامح و اﻷشياء واﻷلوان الموجودة سواء في لوحة أو على الطاولة أو في وجه إنسان بشكل أفضل من عين الرجل لذلك تعتبر العين حاسة أنثوية ، أيضا حاسة الشم في أنف المرأة أفضل من أنف الرجل ، لذلك اﻷنف يعتبر حاسة أنثوية ، وكذلك حاسة اللمس في أصابع يد المرأة أفضل من يد الرجل ، لذلك تعتبر حاسة اللمس حاسة أنثوية. أما حاسة السمع فقد أثبتت التجارب أن نوعية السمع في أذن الرجل أفضل من أذن المرأة لذلك تعتبر اﻷذن حاسة ذكرية ، وكذلك حاسة الذوق في لسان الرجل أقوى من لسان المرأة، لذلك يعتبر اللسان أيضا حاسة ذكرية. فهذه النتائج العلمية تؤكد أن نوعية الإدراك عند المرأة أرقى من نوعية الإدراك عند الرجل لكون الحواس الأنثوية كعدد ونوعية (البصر ، الشم ، اللمس) مفيدة للإدراك أكثر من الحواس الذكرية (السمع ،والذوق) .
هذه النتائج العلمية في نوعية الحواس تطابق تماما تصميم اللغة العربية فإسم آدم (كرمز للرجل) له القيمة الرقمية ٣٤ حيث :
حيث الرقم (٤) في اﻷرقام الهندية التي يستخدمها العرب له شكل أذن إنسان ، والرقم ٣ له شكل فم إنسان ( كما توضح الصورة ).
أما إسم حواء فله القيمة الرقمية ٦٢ حيث :
حيث الرقم ٦ في اﻷرقام الهندية له شكل جبين اﻹنسان ، أما الرقم ٢ فله شكل عين اﻹنسان كما توضح الصورة. فرقم القيمة الحرفية ﻹسم حواء مطابق لمعنى كلمة ( إمرأة ) أي اﻷم أصبحت تمتلك البصيرة .
لا شيء يحدث بالصدفة وكل ما ذكرناه مترابط ببعضه البعض وكل شيء يحدث ضمن خطة إلهية ، فتكوين الرجل والمرأة مترابط مع تكوين اللغة العربية ومترابط أيضا مع تصميم التوراة والقرآن الكريم ، ومما سبق يمكننا توضيح سبب إختيار اﻷنبياء رجالا وليس نساء ، فإسم نبي اﻹسلام ( محمد ) يوضح لنا أن النساء أرقى من الرجال ، فالقيمة الرقمية ﻹسم محمد تعادل (٦٢) حيث :
الرقم (٦٢) الذي هو القيمة الرقمية لإسم ( محمد ) هو نفسه القيمة الرقمية ﻹسم ( حواء ) ، وهذا ليس صدفة ولكن حكمة إلهية لها معنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ دور المرأة في التطوير الروحي للإنسانية ، وهذا يعني أن رأي علماء المسلمين الذين يعتمدون ظاهرة كون جميع اﻷنبياء كانوا رجالا ليؤكدوا على أن الرجل أرقى في تكوينه من المرأة هو رأي خاطئ ويعارض جميع القوانين الكونية ، فالسبب الحقيقي لإختيار الأنبياء رجالا هو ﻷن الوضع العام للمرأة في العصور الماضية كان غير مناسب لتقوم هي بدور اﻷنبياء ﻷنها إمرأة وبسبب ضعف قوتها الجسدية جعل كل شيء يقف ضدها في ذلك الوقت ، حيث كانت معظم الأعمال اليومية تتطلب قوة عضلية ، ولهذا كان معظم الرجال يعتقدون أن مكانة المرأة أقل من الرجل في تلك المجتمعات ، لذلك كان من الصعب أن تقوم المرأة بدور القائد الديني في نشر أي دين جديد . ومن أجل ذلك أخذ اﻷنبياء دورها في التطوير الروحي لﻹنسانية.
أيضا التوراة تؤكد على صحة هذا القانون الكوني ، فسفر التكوين ينتهي بقصة يوسف عليه الصلاة والسلام، فأم يوسف (راحيل) هي التي اختارت أسمه ، كون أسمها (راحيل) يعني ( راح - ال ) أي يد الله ، بمعنا أن المرأة هي رمز الأطراف العلوية في الإنسان كرمز للحركة الروحية . أما أسم والد يوسف فهو يعقوب عليه السلام، والمصدر الروحي لهذا الأسم هو كلمة (عقب) والتي تأخذ معنى (قدم) في اللغة العربية والعبرية ، ولهذا الحكمة الإلهية في تصميم اللغة العربية أعطت مذكر الإنسان اسم (رَجل) والتي مصدرها الروحي (رِجل) وجمعها (أرجل) أي الأطراف السفلية في الإنسان . وإذا تمعنا جيدا إلى ما وصلت إليه العلوم اليوم من تطور نجد أن كل شيء في سلوك الإنسان اليومي أصبح
يعتمد على حركة اﻷصابع واليد وكما أثبتت التجارب العلمية أن هندسة وتركيب عظام الكوع واﻷصابع في يد المرأة أفضل من يد الرجل ، فيد الرجل أقوى من يد المرأة ولكن حركة اليد واﻷصابع في المرأة ودقتها في العمل أفضل من يد الرجل ، بينما نجد العكس تماما يحدث في عظام القدم ، فقدم الرجل أفضل من قدم المرأة في السير والجري والتوازن. هذه اﻹثباتات العلمية عن اﻹختلاف في طبيعة تكوين الجسد بين المرأة والرجل تؤكد على أن اليد هي رمز المرأة وأن القدم هي رمز الرجل وأن هذه الرموز ليست من الخيال ولكن توافق تماما مبادئ تصميم الكتب المقدسة واللغة العربية .
التجارب العلمية بإستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أثبتت أيضا أنه هناك إختلاف واضح في طريقة عمل دماغ المرأة عن دماغ الرجل ، فقد تبين أن دماغ الرجل أثناء المراقبة والقراءة يستخدم عادة النصف اﻷيسر من الدماغ وهو المسؤول عن اﻹدراك الواقعي ونقصد اﻹدراك المادي ، بينما في المرأة فنجد أن كلا النصفين اﻹيسر واﻷيمن من الدماغ يعملان في فهم ما تشاهده العين والحواس الأخرى ( كما توضح الصورة ) وكما هو معروف علميا النصف اﻷيمن في الدماغ مسؤول عن اﻹحساسات العاطفية والروحية ، إن إشتراك النصف اﻷيمن مع النصف اﻷيسر من دماغ المرأة في العمل أثناء المراقبة قد أعطى المرأة ميزة خاصة وهي الحاسة السادسة ، فقد أثبتت التجارب العلمية أن الحاسة السادسة عند المرأة أقوى بكثير من الرجل، فالحاسة السادسة عند المرأة تسمح لها معرفة أسباب الحدث قبل أن تقوم بتحليله عقليا ، ولكن دماغ الرجل ينتظر حتى يتم تحليل الحدث ليعطي أسبابه. مثلا إذا دخل اﻹبن إلى البيت وهو حزين فتوقعٌ كبير أن تفهم اﻷم سبب حزن إبنها في اللحظات اﻷولى من دخوله البيت ، بينما اﻷب سيحتاج إلى تفكير وتحليل ليحصل على نفس النتيجة.
رغم عدم فهم العلماء سبب وجود الحاسة السادسة في المرأة بشكل أقوى بكثير من الرجل ، ولكن التمعن في نوعية اﻹختلاف بين عمل دماغ المرأة وحواسها عن عمل دماغ الرجل وحواسه ، يجعلنا نفهم أن سببه اﻷول في وجود هذه الحاسة في المرأة هو أن نوعية التعاون بين النصف اﻷيمن مع النصف اﻷيسر من دماغ المرأة أفضل من الرجل والسبب الثاني كون عمل الحواس الثلاثة (بصر وشم و لمس) هو أيضا أفضل عند المرأة من الرجل ، فإشتراك هذه الحواس مع بعضها البعض تحت قيادة حاسة البصر التي تُعتبر من أهم الحواس ، يعطي حاسة جديدة وهي الحاسة السادسة والتي هي ليست إلا نوع آخر من الرؤية وهنا لا نقصد رؤية العين ولكن رؤية الروح لما يجري حولها أو ما نسميه بالبصيرة أو بمعنى آخر اﻹدراك الروحي.
لهذه الأسباب كان دور المرأة (الأنثى) بشكل عام في تطور الكون وتطورالإنسانية أكبر بكثير من دور الرجل (الذكر) . فالنتائج العلمية الحديثة أثبتت أن بنية الصبغيات الوراثية (الكرومزومات) عند المرأة ، ذات نوعية أفضل من بنية الصبغيات الوراثية الذكرية ، فالصبغيات الجنسية عند المرأة تتكون من (XX) أما عند الرجل فتتكون من (XY) . حيث الصبغي Y يُعتبر شبه خالي من الصفات ولهذا فهو عديم الفائدة ومهمته هي فقط تحديد الجنس . ولهذا نجد أن المرأة تلعب دور أكبر من الرجل في تحسين النسل وفي تنقية الصفات الوراثية من الصفات الضارة من جيل إلى جيل في تطور الإنسانية. فحسب رأي علماء الوراثة أن الصبغي Y الذكري كونه عديم الفائدة قد يلعب دور في إنقراض الإنسانية في المستقبل . ولهذا أيضا نجد أن المناعة ضد الأمراض في النساء أقوى من المناعة عند الرجال ، فمتوسط عمر النساء بشكل عام أكبر من متوسط عمر الرجال على الأقل بخمس سنوات في جميع شعوب العالم .
مما سبق شرحه في اﻷسطر أعلاه ، يؤكد على أن القاعدة العلمية التي أعتمد عليها في أبحاثي والتي تعتبر أن رمز روح الله ( Λ ا ) يعبر عن المرأة والرجل ككائن متكامل ، حيث الرمز ( Λ ) يمثل المرأة والتي تمثل الكائن العلوي (الكائن الروحي) في اﻹنسان فكما هو واضح فالرمز ( Λ ) يتألف من خطين يتحدان في القمة وهذا يعني أن رمز اﻷنثى يتألف من قسمين ، بينما الرمز ( ا ) يمثل الرجل (الكائن المادي) والذي يمثل أيضا الكائن السفلي في الإنسان وهذا الرمز كما هو واضح من شكله يتألف من خط واحد أي أن رمز الرجل يتألف من قسم واحد، فالمقصود من الحديث الشريف ( شهادة إمرأتين تعادل شهادة رجل ) هو أن رمز الرجل يتألف من قسم واحد ( ا ) بينما رمز المرأة يتألف من قسمين ( Λ ) . فالآية القرآنية (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض... ) لا تعني أن تكوين الرجل أرقى من تكوين المرأة لأن هذا الإعتقاد يناقض قوانين الطبيعة ، ولكن تعني أن دور الرجل هو حماية المرأة والعناية بها لأن تحسين تقويمه الجسدي والروحي سيتوقف على مكانة المرأة في المجتمع ، ولهذا يذكر الحديث الشريف ( أوصيكم بالنساء خيرا ، أوصيكم بالنساء خيرا ، أوصيكم بالنساء خيرا ) ، وكذلك أيضا الحديث الشريف (جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أبوك) وغيرها من اﻷحاديث الشريفة التي تؤكد صحة القانون الكوني الذي يقول (الجنة تحت أقدام الأمهات) وليس أقدام الرجال ، ورغم وجود علماء مسلمين يحاولون إنكار صحة هذا الحديث ، ولكن الحكمة الإلهية جعلت هذا الحديث من أشهر الآحاديث الشريفة ، فهو في الحقيقة عبارة عن اختصار للحديث الشريف الصحيح (أن معاوية بن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وجئت أستشيرك ؟ فقال: هل لك من أم؟ قال نعم: قال: «فالزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها) .
خلاصة الموضوع : إن زيادة الشوائب الشيطانية في تكوين الرجل هي السبب الحقيقي في حقده على المرأة فكلما زادت هذه الشوائب كلما جعلته يشعر في نفسه رغبة أكبر في قمع المرأة لتبقى مكانتها أقل من مكانة الرجل في المجتمع ...... والله أعلم .
وسوم: العدد 919