عذرا صلاح الدين؟
تنتاب أمتنا اليوم آلام شديدة تضطرنا أن نقدم الاعتذار لبطلنا صلاح الدين الأيوبي الذي طرد الإفرنج من بلادنا !
وهاهم قد عادوا من جديد وهاهم اليهود دنسوا المسجد الأقصى فنقول :
/ عذرا صلاح الدين وألف عذر !
يامن حررت دمشق والقدس من أيديهم وقلت ( لن يرجعوا إليها مادمنا رجالا )
عذرا لقد رجعوا !
ولما دخل قائدهم وقف عند قبرك رفسه برجله قائلا : قم ياصلاح الدين لقد عدنا ؟
واليوم عادوا ولسان حالهم يقول : جئنا إليكم كي تنعموا بالحرية والسلام ؟
فنعمنا بالهلاك والتهجير والدمار !
/ عذرا صلاح الدين !
كانت ترتسم على وجنتيك معالم الحزن والأسى ، وكنت تسأل لماذا لا تضحك ؟
فكان جوابك ( إني أستحي من الله أن أضحك والمسجد الأقصى بين المعتدين )
/ عذرا صلاح الدين !
وصلك خبر اعتراض أمير الفرنجة أرناط قوافل الحجيج فقتل الرجال وهو يقول نادوا من ينتصر لكم ؟
فلما سمعت مقولته بكيت وقلت ( أنا سأنوب عن رسول الله عليه السلام في نصر أمته )
فوفيت بوعدك في حطين وانتصرت ، ووقع أرناط في الأسر ومثل بين يديك فقلت له ( أنا أنوب اليوم عن رسول الله عليه السلام في الدفاع عن أمته .
/ عذرا صلاح الدين !
كنت كل مساء تعود من قتال الأعداء فكنت تخلع عباءتك وعمامتك وتنفض ماعلق عليها من غبار في كيس ، وأوصيت أولادك ضعوا الغبار تحت رأسي عند موتي في قبري ، إنه غبار الجهاد في سبيل الله .
/ عذرا صلاح الدين !
لما حلّ بنا من بعدك ؟ لقد هان أمر الله علينا من بعدك فهّنا على الله !
/ عذرا صلاح الدين !
تحقق فينا قول الله ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ٥٩ مريم ،
فلقد لقينا ذاك الغي !
/ عذرا صلاح الدين !
حققت النصر بعد توحيد الأمة من عرب وترك وكرد .
( عذرا لحالنا ياصلاح الدين فقد تفرقت بنا السبل ، فما زلنا : ذاك صوفي وهذا سلفي ، وغيره أشعري وهذا إخواني وذاك تحريري وغيره نورسي ولله الأمر ؟ )
/ عذرا صلاح الدين !
إن أمتنا تمر بمحنة عظيمة ، نرجو الله أن تكون من ورائها منحة ربانية لا شرقية ولا غربية .
/ عذرا صلاح الدين !
إن أمتنا تعاني من شدة لم يشهدها التاريخ الحديث ، نرجو الله أن يعقب هذه الشدة شَدّ إلى الله ! تستحق بعدها الأمة أن تستخلف في الأرض وأن يمكن لها ، وأن تقول ماقاله صلاح الدين ونحن نرى جيوش الفرنجة تغزو ديارنا من جديد :
( اللهم وقد انقطعت أسبابنا الأرضية في نصر دينك ، ولم يبق لنا إلا الإخلاد إليك ، والاعتصام بحبلك ، والاعتماد على فضلك ، أنت حسبنا ونعم الوكيل ، ولاحول ولاقول إلا بالله )
انصروا المسجد الأقصى
انصروا غزة
فإن ضاعت القدس فلا خير في أمة الإسلام
أقول قولي واستغفر الله
وسوم: العدد 930