هل آن أيا وجع النفس ؟
خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )
ثمة خواطر في النفس تتأرجح على ترنيمة حزن تتعالى جيئة و ذهابا
خواطر تحدق في الأفق البعيد .. تتصارع مع لسعات الصمت .. مع صيحات الكبت .. مع إحساس يتقن فن العزف على جرح آت من زمن التشريد .. زمن الهَرْف بأكذوبة شجب أو تنديد ..
أواه يا وطنا تاهت معاني ثرائه في دروب الخيبة والخذلان .. أواه يا حلما كان يزور قلوبا متشبعة من أَرَج الريحان .. أواه يا نغمة كانت تكتب لحنها نسمةٌ عابرة معتقة من عبق الجنان .. أواه يا أنشودة رتلت ترانيمها طيور تتلاقى في طهر الشُطآن ...
يا خاطرة النفس الثكلى .. يا خاطرة الحزن المتولد من آهات الحرمان .. يا خاطرة غرقت في نجع ينساب على تُرب ملتاع بين الجذر .. الجذع .. كما الأغصان
أطرق صمتا كلما انفلت منك حرف يقرع .. حرف يصفع .. حرف بكثير أسى يسقي تلك النفس و يترع ..
يا خاطرة النفس المشدوهة .. يا خاطرة النفس الهائمة المذبوحة .. يا خاطرة توقظها عبرات الأيام .. هجمات الأسقام .. أشجان الأحلام
يا خاطرة تأبى الغفو على صخر الزيف أو الأوهام
هل حد يعرف حدك ؟؟ هل نبع من غابر مجد يروي عطشك ؟ هل سيف عُمري يُستل و يغمد في أوغاد الليل صليلا يطفي غيظك ؟
هل شهم يمسك ثوب الليل يشق ظلاما .. يغتال طيوف القهقهة السوداء يثور لأسرك ؟
يا خاطرة النفس المزدحمة بسيل حروف تضطرم كما البركان
أوَ تطفئ غيمات سمانا تلك النيران ؟ أوَ تهجع نوارس بحر وادعة في تلك الشطآن ؟ أ تجف الدمعات ؟ أ تتلاشى الدهشة و الحسرات ؟
أتراها ترفل تربة بلدي بالثوب الزاهي يشرق من ليل الظلمات ؟
يا خاطرة النفس المتشردة على عتبات تغلق دونك أبوابها
يا خاطرة النفس التي تسكن آهات الكون في عَبراتها
يا خاطرة النفس المنكفئة في قرّ البرد تتوسل دفئا لأوصالها
يا خاطرة اليُتم الضائع على مائدة لؤم تكشف أنيابها
أما تعبت من الترحال على جواد يبحث عن موطئ حافر يشعل فيه نار حقيقةٍ تتفجر نيرانا في ليل الظلم .. ليل العتم .. يضيئ سراجا جف فتيل ضيائه يشعل نورا في درب يأخذك سراعا كي تغفو المرساة أخيرا من بعد السفر المضني ؟؟
يا خاطرة في تلك النفس .. يا بؤسا من ليل البؤس .. يا صوت الندبة أدمانا في ليل العرس .. هل آن أوان الفجر يداوي سُقما يلقي أوجاعا في قلب الشمس ؟؟
هل آن أيا وجع النفس ؟؟