نسرين صالح محمد جرار
كان طيراً
كسير الجناح، أصابته حوادث الزمان فأقعدته عن الطيران، لكنه ظل صلباً رغم الجراح،
وذات خريفٍ هبت رياحٌ حركت جناحه، فظن نفسه قادراً على الطيران، ونسي آلامه وداعبت
نفسه الآمال، فألقى نفسه في مهب الريح مرفرفاً علّه يحلق من جديد، فحملته النسمات
نحو الأمل، فظن نفسه يطير، فبدى له الخريف ربيعاً، والبرد دفئاً، والمر شهداً، وصار
يباس الخريف نضارةً وخضرة... وعزفت روحه ألحان السعادة على قيثارة الأيام....
وبعد
لحيظاتٍ ما لبثت أن هدأت الزوبعة، وحطت كل ما حملته من غبارٍ وأوراقٍ جافة، وارتمى
طيرنا فوقها يئن بمزيدٍ من الجراح.