وقفة في رحاب الكتابة التاريخية
الكتابات التاريخية، التي لا تتحدث عن تجربة شعب وتقتصر كتابتها عن الدولة والسلطة والسلطان، هي كتابات فارغة من روح التاريخ، لا تؤمن بروح الأمة وأهميتها في صناعة التاريخ. لأن أي تاريخ حقيقي لابد له أن يؤرخ للأمة ويحجم الدولة بإعطائها المفهوم الذي تستحقه. علما أنني مؤمنة بالفيدرالية، فقط إذا كانت تحقق الشروط المناسبة لعودة أمتنا إلى نهوضها الأول. من خلال فرض وجودها على وجه هذه البسيطة، ليس فقط بخطاب نهضوي حضاري مؤثر، بل وفاعل من خلال طريقة العمل وأسلوب التفكير وتحقيق المنجزات المستحقة للبناء، بناء الإنسان أولا وأخيرا ومواكبة متطلبات العصر، بما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا العربية والإسلامية الأصيلة. وكذلك لا نستثني دور المؤرخ في امتلاك الأدوات التاريخية والمنهجية لصناعة التاريخ، حينها ندخل حقا حركة التاريخ، ونطاق الإنسانية الطبيعية الحقة.
وسوم: العدد 1038