زادنا حلم صغير

قد تتعجب  مني لو قلت حلمي صغير  ، ربما تصبك  الدهشة   ، تقول  شيخ يحلم في عمره  المتقدم  

أو ربما تقول : كيف بعد سنين العمر الطويلة يسكنه حلم صغير ؟!

حق لك أن تتعجب  من أحلامي الصغيرة 

  أعرف ان الناس تبني أحلامها كبيرة في الغالب ، لكني  أحلم و أعض   على حلمي الصغير بالنواجد  .

حلم صغير يراودني منذ كنت  ألعب  في أرجوحة السقيفة مع إخوتي  .

كنا نلعب بالرمل نبني  بيوتنا الصغيرة .

كنا  نصنع كرة اللعب  من بقايا الجوارب القديمة ، كنا نلعب بها في الرحبة مع غلمان الجيرة ، نسابق الزمان الجميل   ،أو نصنع من الجريد  لعبة السيقان،   نلهو بها ساعات طويلة  ،  تسلي أوقاتنا في اللعب ،  نمرح و نسرح ، لا  في نشاط و حيوية .، لا نعرف الأحقاد و الكراهية. أو نصنع من أوراق  البيضاء ألعابا فكرية    ، نصنف الأصوات ، و الأسماء، نكتب النكت و الألغاز .

قد يسخر جيل الإيباد و استيشن  ، الي حرم لعبة الغميضة و لعبة الكريات و ألعاب لا ماري و هي ألعاب طمستها و أخفتها ألعاب أيفون و الجلاكسي،  نقول كانت لنا ألعاب الطيبين   ، كانت لنا أحلام صغيرة و لكن كنا نعيش المتعة و الرضا .

كنا نتلذذ بأحلام العصافير تسلينا حكايات الخيال المنسوج من وحي زمن بسيط ، كان يصنع أفراحه المداح أو القصاص ، يحاكي حكايات ألف ليلة و ليلة ، فنتسلى بذكر المغازي نسرح في فنون السرد الجميل ، فتحضر الأشعار و فنون التراجم و السير .

لقد فقه أجدادنا أهمية اللعب   في  تشكيل شخصية الطفل دون أن يعرفوا المقاربات الحديثة في التربية  ، فقهوا أن اللعب وظيفة أساسية عند الطفل ، فكان يأخذ من أوقاتهم مساحات كبيرة ،و الحقيقة أن اللعب يلبي حاجات وظيفية للطفل ، ينمي جوانب الشخصية  في مناحيها الذهنية و العقلية و الحسية و الوجدانية و هو ما تسعى إليه أحدث المنظومات التربوية في العالم اليوم .

وسوم: العدد 1041