بشائر الأمل
كلما أراد الحمقى إطفاء شمعة من الأمل ، يبعث الله من يحيِّ في نفوسنا شموع الأمل، و كلما حاول البائسون زرع اليأس في نفوسنا ، تفتحت حولنا باقات من الزهور ، تفوح عبيرا ، تعطر الساحات ، فتنتعش الأرواح .
و كلما حاول بعضهم بسط الأذى بسوء أخلاقهم ، رأينا حولنا من يحتوي أرواحنا بكرم ، و سخاء المعاملة .
صدق من قال التربية قبل التعليم ، نلمس ذلك في يومياتنا و نحن نخالط البسطاء ، فترى فيضا من الأخلاق الرفيعة ، و المعاملة الحسنة ، فتقول في نفسك ، ما زلت الدنيا بخير .
نحمد الله ، ما زال في دنيانا من يعرف فضل العالم و الكبير ، من يوسع المجلس ، من يفتح سجل البشائر ، من يحفل بالجماليات الموروثة ، ما زال بيننا من يغيث الملهوف ، من يقضي الحاجة ، قد لا نبصرهم ، لكنهم موجودون بيننا .
و كلما حاول المنغصون كسر خواطرنا، وجدنا من الناس من يجبر خواطرنا ، من يلملم جراحنا ، فيقوي عودنا ، فيهون الخطى سيرا نحو الأمل المنبعث ، فنبتسم بعد الألم .
نقول لليائس لا تحزن فخلف الأسوار بريق أمل ، فخلف كل ضعف ، قوة مستعرة تنتظر، تنتظر إسعاف مهزوز القوى ، تنتظر لتهز الكيان الضعيف .
الأيام وحدنا تخبرنا أن حولنا الطيبون ، يحجبهم عنا ضباب ملوث بأخطاء المكبلين بالأغلال و الأصفاد ، يحجبون عنا جمال الطبيعة في الربيع .
كم نحن بحاجة لمن إذا رأيناه ، يرسم لنا جمال الوجوه بالابتسامة ، يرسم لنا جمال القلوب بالصفح و التغافر، من رُأيتُه ، تحمل شارات البشائر ، فيقول الجميع ، مازالت الدنيا بخير.
وسوم: العدد 1042