استفيقوا أيها العراقيين يرحمكم الله
أيها العراقيون والعرب استفيقوا من نوم عميق، وسبات عتيق، كأنكم عبيد في سوق الرقيق.
لقد آن الأوان لأن يستفيقوا من غفوتكم وتصحوا على أنفسكم، فلم يبق غير الثورة منهج لتصحيح المسار الأعوج.
أيها العراقيون استفيقوا يرحمكم الله! اتعظوا من أخبار الزمان، وكفاكم مذلة وهوان!
اخلعوا جلباب الخوف والتردد، وكفاكم تمدد وللمخدة توسد، اخلعوا ثوب اليراعة، وارتدوا ثوب الشجاعة واجهوا التحدي لتجددوا عزا تالدا وتعبدوا طريقا عادلا.
بنهوضكم ينهض الوطن من وهاد المذلة والخمود، ليستنشق نسمات الحرية وإثبات الوجود.
أعلموا بإن صلاح الحكومة إنما هو من صلاح الإمة، وفسادها من فساد الأمة. قُبح الحاكم في جبروته وطغيانه، وقُبح الشعب في واستسلامه وهوانه. قال علي بن أبي طالب: من لم يُنجِه الصبر أهلكه الجزع. فلا تدعوا للجزع من منفذ إليكم.
استفيقوا يرحمكم الله! ليس فينا آمالا متضاربة، وإن افتعلوها! فأن هناك أمل واحد يجمعنا وهو حب الوطن وبغض أعدائه.
لا تكونوا كمن يبحث في طيات الوجود عن مجد ضائع يستعيض به عن واقع مرير في بناء صرح من خيال، فيتهاوى بمعاول الواقع.
استفيقوا يرحمكم الله! "فقد بلغ السيل الزبى". لقد أزفت ساعة الخلاص، فهلموا وانفضوا عنكم غبار الخزي والعار. ادركوا الحق من ثم استدركوا الأخطاء، وتحركوا في فضاء الحرية الشاسع، فكما قيل " فما نيل المطالب بالتمني وإنما تؤخذ الدنيا غلابا".
استفيقوا يرحمكم الله! وأعلموا أن الحقيقة تحب الغالب وتزدري المغلوب، تحب القوي وتحتقر الضعيف. والخيار خياركم يا أصحاب الخيار، ولا تقرأوا عبارة (الصمود يصنع النصر) ب(الصمت يصنع النصر).
لقد تحول العراق من بلد بلا مخدرات، الى معبر ومستهلك للمخدرات، وتحول البلد من بلد نظيف من الأمية، الى بلد يضم اكثر من سبعة مليون أمي، ومن بلد محدود الفساد الى اكثر بلدان العالم فسادا، بلد يعج بالأرامل والأيتام والفاسدين والعملاء والإرهابيين والفقر والجوع والمرض وانتفاء الخدمات، لا ماء ولا كهرباء، ما الذي تنتظروه لتستفيقوا؟
بلد التنابل مصيره الخراب، فلا عجب ولا عجاب.
كلمة أخيرة للأنظمة العربية المتفرجة على نزيف الدم العراقي.
الذي يعاند في هذه الأمور، حاله كحال جحا في السوق، نزل يوما عن حماره وترك جبته علي ظهره واوصاه ان يحرسها حتي يعود، فلما رجع اليه لم يجد جيته، فاهوي بعصاه علي ظهر الحمار، سائلا اياه : اين جبتي ايها الحمار الاحمق؟ فلما تعب من طول السؤال لا جواب، اخذ بردعة حماره، ووضعها على ظهره، مخاطبا حماره: والله لا أعطينك بردعتك حتى ترد عليٌ جبتي أيها الحمار العنيد.
وسوم: العدد 1045