أمّة تغرد خارج السّرب

ترتمي في حضن من لا تألف.

تطلب مودة من لا ترغب. 

ترتمي في حضن من  يُجافيها ، بل لا يرقب فيها  ( إلّا ولا  ذمة) .

تبدل قصارى جهدها  لترضي   غريما يختلف عنها  في الطبع و الميول و الاتجاه   ، حتى الطبيعة تلفظ الأجسام التي  لا تألفها .

عجبا أمتي  تغرد خارج السّرب ، تلوح للغريب تطلب نجدته ،  تطلب منه  الخلاص  و فكّ الأسر  .

تطلب منه تقويم عثرتها،  تتودد ليخفف  عنها الألم  ،  والأوجاع  ، وخلاصها بيدها .

عجبا أمّتي ، تغرد خارج دائرة الخلاص .

وجدت سنن الحياة لا تحابي أحدا  ، فمن سار على درب التميز وصل ، و من اختار حياة الدون و الهوان و التبعية ، سيظل مكسورَ  القوة ، منهارَ العزيمة ، مسلوبَ القرار .

فكيف لأمّة جمعت عوامل التميز ، صنعت مجدا ، شاركت الأمم في الرّيادة  ، تغرد خارج السّرب تفرّ من بيت العزة و الرفعة .

أجدني أحبابي  محمولَ الفكر ؛ أسيح  في روائع  ومضات القرآن ،  تخطبني روائعه ، ترفع سقف التحدي لأمّة تأخذها لطريق  الريادة بمفهومها الواسع ، تحمل وصاياها لكل مسلم  ألا  يغرد خارج السرب   .

 يقول الله تعالى:

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ  ﴾

[ سورة آل عمران : 110]

وسوم: العدد 1047