وقفة تقييمية
إن لم تكن لك وقفة تقيّيمية جادة لمسار سير ك ، تقيّم فبها إنجازاتك ، فأنت بحاجة لمعاودة دروسك .
حين تكتشف أن سنة قضيتها في فراغ ، مضت كسنة بيضاء ، تبيض فيها الكراسات ، فلا أثر لرسم القلم ،و ظلت المقاعد خاوية ، تراوح مكانها ، تشكو الهجر .
وجدت تحجيم الطاقات و حبها في الفضاءات أيا كان مشربها ، تعدّ وأدا للمواهب ، و حنقا للأنفاس ، أخالها شبيهة ببرك الماء الراكد، المحبوس ماؤه في القاع ، فيصيبه العفن لعدم جريانه ، و هذا حال بعض مؤسساتنا ، تجدها تملك الطاقات البشرية الكفأة ، لهي استفادت منها و لا هي سرحتها ، حتى تجدد تلك المواهب أنفاسنا في فضاءات آخر .
حقا البيئات العاقة لا يحق لها الاستفادة من مواهب المبدعين والكفاءات النوعية.
حقّ لكلّ مبدع أن ينطلق في الفضاء الرحب ، يفجر مواهبه و عطاءته ، حيث توظف الموهبة ، و يستفاد من خبراتها ، ولا ينتظر الموت البطيء في الأوعية الجامدة .
من خبرتي المتواضعة في التربية و التسيير الإداري ، أن الفرد هو أعرف الناس حيث يوجه موهبته ، و يعرف أين يضع خبراته ، فهو من يكتشف الفضاء الأنسب ، الذي يبنى فيه مستقبله المهني والإبداعي ، و هو وحده من يحمي نفسه من طائلة الاستغلال الذي يسرق جهود المبدعين .
فعلى صاحب القدرات الإبداعية أن يبحث عن الفضاءات التي تحتوي ذاته ، تحتوي مواهبه، تستوعب طاقته الإبداعية، والتي تمكنه من الارتقاء في سلم الإبداع ، فيكون الفرد بذلك طاقة موجبة ، تعطي و تسفيد ، تشارك الفريق في صناعة النجاح ، لا أداة سالبة ، أو وسيلة إيضاح تستعمل ثم ترمى ، بعد نهاية المهمة أو الخدمة.
وسوم: العدد 1050