نجاحات واخفاقات السلف لا يتحملها الخلف
في تأريخنا صفحات بيضاء وأخرى سوداء وهذا شأن بقية دول العالم، وهذه الظاهرة ليست خاصة بنا لنضجر أو نتهرب منها. فالتأريخ الأمريكي باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية ابرز ظاهرة حضارية اليوم، لها أسوأ تأريخ بين دول العالم، ولا يُشرف أي امريكي الانتماء إليها، سواء بأعمال الإبادة البشرية للهنود الحمر السكان الأصليين للقارة، وما صاحبها من فنون في القتل لا تخطر على بال الذئاب، او التمييز العنصري ضد السود، والقصف النووي على اليابان، إنتهاءا بالغزو الامريكي لعدة دول آخرها افغانستان والعراق. ولكن الولايات المتحدة والشعب الامريكي طوى الصفحات السوداء من تأريخه، وصقل الصفحات البيضاء منها، فالدستور الامريكي بنصوصه الديمقراطية، وافكار ابراهام لنكولن عن الحرية وجورج وأنطون والتركيز على دور العلماء والفلاسفة يحتل معظم المساحة الفكرية من عقول الأمريكان، لذا فقد تمكنوا من يضعوا شعوب العالم تحت أقدامهم، ويتصرفوا بغطرسة دون ان يبالوا بشيء غير مصالحهم الكبرى.
في تأريخنا العربي والإسلامي بشكل خاص هناك صفحات رائعة تصلح ان تكون عنوانا لمجد العرب، وأيضا أحداث دامية ساهت بصنعه خلافات سياسية بحتة، جرت منذ 14 قرنا بظروف زمانية ومكانية وشخصانية لا علاقة لنا بها هي نتاجات اختلاف بين الصحابة والخلفاء في مسائل محددة. ونحن غير مسئولين عن اخفاقات الماضي ومساوئ اجدادنا واخطائهم، ولو تفترضنا ذلك جدلا، فإننا مسئولين ايضا عن نجاحاتهم وانتصاراتهم كذلك؟
وسوم: العدد 1050