إضاءات وتوضيحات
في غفلة نام الأسد ، وخلد في نوم عميق ، حينها استأسد الكلاب في الحِمى ، و انقضوا على الفريسة ، يقسمون أجزاءها عبر مخطط طويل ، شارك فيه الخصوم .
أرادوا التخلص من الأخطبوط المتعصب ، أرادوا التّخلص من الورم الخبيث ، فلم يجدوا بيئة و جسما يحتوي قذارة تلك الأجسام غير جسمنا .
بحثوا لهم عن موطن يحوي غدرهم عبر عصور طويلة ، فلم يجدوا لهم غير بيتنا ، مهد الرّسالات ومهبط الوحي ، ومهد المسيح ومسرى نبينا .
اختاروا لهم المكان ثم الزّمان ، وجيشوا القطعان من كل بقعة وبقعة ، وسلّموا لهم العهدة العمرية وضاع الآمان ، وحلّ الخراب ، وصار الإجرام عقيدة يكتبها المنبوذون في صحائفهم السّوداء .
سلّموا لهم البيت والضّيعة ، لكن مفتاح البيت لم يفرط فيه الأجداد ، وظلّ يُسلَّمه الأجداد للأحفاد ، جيلا بعد جيل ، كزمر لعهد أبديٍّ ، كرمز لحقهم المسلوب ، يرسم لهم خط العودة لمسقط الرأس ، يصنع لهم الوعي بالقضية ، أن الحق يعود لأهله ولو طال الزّمان.
يظل المفتاح يلعن في الصّباح والمساء ، من يرفع بين الناس سِلْما ، اسمه سلم الشّجعان.
ويظلّ المفتاح يكتب رسالة رمزية مفادها ، أن تفريط فيه تفريط في الأمانة ، وأن تفريط في العهود خيانة الوطن .
ويظل المفتاح يكتب للأحرار في جدران الأقصى ، يكتب للثّوار في باحة المسجد ، أن الخائن الغدار ليس له سوى السّيف البتّار .
وسوم: العدد 1054