فلسطين قضيتي الأبدية
لست فلسطيني نعم ، ولست غزاوي نعم ؛
ولكن ورثت حب فلسطين منذ الصغر ، منذ نعومة أظافري.
أحببتها من كل ذرة تراب في وطني الغالي.
عشقت حب فلسطين القضية من ترانيم الأشعار المكتوبة في دواوين الشّعراء .
عشقت حبها من جهاد أجدادي بحارة المغاربة .
عشقت حبّها من جهاد الأمير عبد القادر الجزائري .
عشقت حبّها من جهاد سيّدتي لالة فاطمة نسومر من جبال جرجرة .
أحببت فلسطين قضيتي الملهمة من صيحات التّكبير
في كل بقعة من وطني الغالي.
عشقت حبّها من ثورة التّحرير الوطني معشوقة الثوار في العالم التحرر .
نعم أقولها بفخر و اعتزاز لست فلسطيني ولست غزاوي المولد،
ولكنّي ولدت وحبّ فلسطين مغروس في أحشائي، رضعت حبّها من لبن أمّي الصّافي.
وجدت حبّ فلسطين مكتوب في المدرسة.
وجدت جبّها منقوش في البيت وفي الشوارع .
وجدت حبّها في كل مكان..
وجدت حبّها مثل صوت صدى في كل شبر من تربة وطني الغالي
وجدت نفسي متيم بحبها ، كالدماء التي تجري في عروقي .
ولدت وحبّها يسكن كياني ، فكانت فلسطين معشوقتي منذ الصغر.
كنّا نردد لحن مقولة خالدة في لحنها ، في كلماتها، يرددها الصغير، يرددها الكبير ، حتى رمال الذّهبية في وطني تردد لحنها .
كنا ومازلنا نردد بأعلى أصواتنا، نسمعها لكل خائن عميل ، لكلّ من يفكر بيع شبر واحد من فلسطين :
" نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة " .
فرق كبير في موازين الترجيح؛ أن تناصر قضية عادلة ، وأن تناصر قضية تصفية استعمار لأرض محتلة ، أو أن نكون يدا عميلة للقوى الاستعمارية .
اسألوا من ذاق ذل مرارة الاستعمار!
اسألوا من عان ويلات التشريد والقتل و التجويع !
اسألوا من حرم مفتاح بيته، و تاه في المخيمات والملاجئ، يمشي بلا عنوان بلا هوية ، لأنّ مفتاح بيته مسروق !
اسألوا من يعيش مشردا بين الأمم ، يعيش حياة البؤساء غلّة حقله يأكلها الدخيل!
اسألوا من ذاق ويلات الاستعمار قرن وربع قرن!
وتظل الأسئلة تتري ولا تتوقف في سجل المآسي والحرمان.
لهذا كله نناصر كل قضايا المستضعفين في العالم.؛ ولا ننسى الأحرار الذين ساندوا ثورتنا أيّام محنتنا .
وقد تعلمنا من ديننا أن الحرّ يردّ الفضل والجميل يردّ الإحسان بالإحسان ، يردّ لكل حرّ وقف مناصرا قضايا أمتنا العادلة .
فلا عجب ، أحببنا غاندي والرجل ليس على ديننا .
وأحببنا مانديلا وهو كذلك ، وأحببنا جيفارا والرّجل أجبني؛
لأن عشقنا للحرية أكسبنا حبّهم ،
فرق كبير بين من يعيش حياة الأحرار ، وآخر يعيش حياة رقّ العبيد، يعيش حياة الذل المهانة .
لهذا نقول للّذي يريدنا أن نخون وأن نبيع القضية نقول له : ( فلسطين وشعبها ليسوا للبيع ) .
وسوم: العدد 1055