سلوكيات تهدم الذوق الاجتماعي
حين نتأمل السلوك الإنساني في بعض جوانبه السلبية ، يصيبنا التقزز، بل تصيبنا الدهشة والاستغراب ، و أحيانا يصيبنا صمت قاتل ، كوننا لا نجد تفسيرات لرعونة طباعنا .
من السلوكيات الشادة عند الناس في البيوت، زوجتك ليست خادمة بل هي سيدة البيت ،تمارس سلطتها الأسرية ملكة ، تدخل بخدامتها السعادة لا يمكن تثمينها بقيمة مادية ، لهذا وجب أن تشكر على كل جهد تبدله في قصرها .
ومن السلوكيات الشاذة والتي تنافي الذوق وزن تعامل الأصحاب و الرفقاء بمعيار معاملة التجار ، فالصديق في حياتنا ليس زبونا ، نعامله بتقييم معاملات التجارة ، فالصديق مهما علا و ارتفع مقامه أو انخفض ، فهو في نظرنا رفيق لا يشترى بالمال ، فهو ماسة ثمينة بجب سترها والعناية بها ، و الحفاظ بها ليوم الشدة و الحاجة .
وقد رصدت في حياتي المتواضعة سلوكيات تقتل الذوق في المعاملة ، أن نساوي في معاملتنا ما يجب إظهار واخفاؤه في تعاملنا مع الناس ، فهناك ميزان نقيس به المواقف ، وقد قالوا ليس كل ما يعرف يقال ، نراعي الحال والزمان والمكان والمقام.
وتستمر السلوكيات السلبية التي تدمر الذوق في حياتنا ، فتعكره وتفسد مذاقه ، أن لا نزن مقام الشيبة و كبير السن في التعامل، فالكبير في عيوننا كبير ، نراعي مشاعره ، فلا نؤذيه بألفاظ تجرح كرامته ،ربما تصلح للأنداد ولكنها لا تصلح لذي شيبة ، فما أعظمك رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين يرسل الذرر موجها كلامه الجامع المانع لأصحابه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم أَنْفَقَ مثل أُحُد، ذهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحدهم، ولا نَصِيفَه».
[صحيح] - [متفق عليه]
وما تلك السلوكيات في الحقيقة إلا صورا قليلة مما خفي من طباعنا ، والتي تعبر على خلل في الموازين وتدهور منظومة الأخلاق والقيم الإنسانية عندنا ، وهي تعكس مستوى تلاشي القيم الثقافية والاجتماعية ، تحصن السلوك و تعزز الاحترام بين النسيج المجتمعي في حياتنا اليومية. فأقول بمرارة : متى ترتقي أذواقنا فتنتفي خشونة طباعنا ، فنغدي أذواقنا بالسلوك اللائق والاحترام المتبادل مع الآخرين ؟!.
في النهاية، علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على أخلاقنا من الضعف وأذواقنا الذوبان ، فنحسن تفاعل الإيجابي مع الآخرين.
وسوم: العدد 1074