إِذْ يَخْتَصِمُونَ
في غرفة العناية المركزة تقبع الملاك، وهي تستنشق بارود صاروخ غدر كاشح صهيوني
خمسة أيام بلياليها
وكان أبوها "محمد هنيَّة" وعماها، وبعض من أولادهم قد سبقوها إلى السماء
و"أبو العبد" يحوقل ويسترجع
ولكنه يتمنى لملاكه الشفاء
؛فهي الأثيرة في نفسه
وهي حبَّة القلب
وثمرة الفؤاد
يستذكر عقائصها الشقر
وعينيها الزرقاوين
وسحنتها الملائكية
ويحمد:
"اللهْ يسهِّلْ عليهم"
ويحبس أنفاس دميعاته
....لكنْ لتبقَ ملاك
"خلينا نكمل شغل"... لكنَّ ملاكه قد أسرت لُبَّه
وكما اختصم الملأ الأعلى في قصة خلق آدم / عليه السلام؛ فلكأنني أراهم يختصمون في ملاك!
"ملاكٌ":
تقف في المنتصف بين السماء والأرض، وملائك الأرض تريد لها الشفاء والبقاء ... وملائك السماء تريد أن تحظى بها، لتلتحق بأبيها وعميها، وأولاد العمومة .. وأربعة عشر ألف طفل شهيد غزي .... وينشب الخلاف؛ فينادي منادٍ أنْ قيسوا المسافتين؛ فإذ بهما متساويتان بالميليمتر... فيُخيل لي أن حَكما بينهما يشدُّ بساط أهل السماء ليدني ملاكا لملاك السماوات؛ فتنتصر على بساط الأرضين؛ فتعلن ملاكٌ شهيدة الطفولة الغزية الحزنى... ويتجلد أبو العبد متصبراً ... ولكنه عندما يختلي في سَحَر تُسمع له شهقة محزون قد كبَدَه الأَسى، ولكنه يكظم أنفاس حَزَنه لئلا يسمعه أحد من أجناد طوفان الأقصى فيصابون بوَهَنٍ ... له درُّك يا أبا العبد؛ فأنت أمَّة في رجل .... ولكنْ ... لا عجب؛ فلربما كانوا "هنيَّة" من أحفاد "عروة بن الزبير"!!!
موطن الرجال الرجال
اليوم 194 من صبر المقاومة الباسلة
وسوم: العدد 1076