كلمات موزونة في فن التعامل

عَامَلَ النَّاسُ بِأَخْلَاقِكَ ، فَأَخْلَاقُكَ مِرْآةٌ عَاكِسَةٌ لِشَخْصِيَّتِكَ ، فَمَهْمَا حَاوَلَتْ الْأَحْوَالُ إِجْبَارَكَ عَلَى التَّنَازُلِ ، فَأَصَرَّ أَنْ تَحَمِّلَهَا لِتُخَالِفَ الْمَأْلُوفَ السَّلْبِيَّ .

نُحَاوِلُ فِي الْكَثِيرِ التَّغَاضِي عَنْ الصَّغَائِرِ وَالتَّوَافُهِ ، وَلَكِنَّنَا لَا يُمْكِنُ أَنْ نَقْبَلَ الْإِهَانَةَ وَالِاحْتِقَارَ مِنْ أَيِّ شَخْصٍ كَانَ ، وَمَهْمَا عَلَتْ رُتْبَتُهُ وَمَقَامُهُ ، فَكَرَامَةُ الْإِنْسَانِ مِنْحَةٌ رَبَّانِيَّةٌ حَاطَهَا اللَّهُ بِالتَّكْرِيمِ .

خَلَقْنَا الله لِنُعَاشِرَ بِالْمَعْرُوفِ ، نَتَبَادَلُ الْفَضْلَ فِي الْمُعَامَلَةِ ، فَنُقَابِلُ اَلْإِحْسَانَ بِالْإِحْسَانِ ، وَالْمُجَامَلَةَ بِالْمُجَامَلَةِ ، نَحْفَظُ الْأَقْدَارَ وَالْمَقَامَاتِ ، فَلَا نُسْقِطُ أَعْرَافَ الْمَوَدَّةِ الْمَوْرُوثَةِ فِي الْمُعَامَلَةِ .

مِنْ جَمَالِيَّاتِ الشَّخْصِيَّةِ سَوِيَّةً أَنَّهَا تَحْتَرِمُ خُصُوصِيَّةَ الْغَيْرِ ، فَلَا تَفْتَحُ الْأَقْفَالَ الْمُغْلَقَةَ ، وَلَا الرَّسَائِلَ الْمَخْتُومَةَ ، تُوَطِّنُ نَفْسَهَا أَلَّا تَتَجَاوَزَ حُدُودَ حُرِّيَّةِ الْغَيْرِ ، تَسْتَلْهِمُ الْفَوَائِدَ مِنْ تَوْجِيهَاتِ رَسُولِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَالَا يَعْنِيهِ ) .

فِي التَّعَامُلِ بَيْنَ الْبَشَرِ قَاعِدَةٌ ذَهَبِيَّةٌ إِذَا أُهْمِلَتْ اخْتَلَّ مِيزَانُ التَّعَامُلِ ، فَحُسْنُ الْمُعَامَلَةِ وَالِاحْتِرَامُ وَالتَّقْدِيرُ لَا يُسْقِطُ بِحَالٍ أَحَقِّيَّةَ خُصُوصِيَّةِ الْمَرْءِ ، فَلَا تَكُونُ دَافِعًا لَاسِّقَاطِ الْحُقُوقِ ، فَلَا تَدْفَعْ الَّذِي يُوَظِّفُ أُسْلُوبَ الْمُجَامَلَةِ أَنْ يَتَنَازَلَ عَنْ حَقٍّ مُكْتَسَبٍ إِلَّا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ فَحَقُّهُ شَرْعِيٌّ لَا يُبْطِلُهُ حُسْنُ الْمُجَامَلَةِ وَعِرْفَانُ الْفَضْلِ .

وسوم: العدد 1109