خلقت حرا

الخاطرة هي عبارة عن صراع داخلي نعيشه حين نتصادم مع عالم  الآخر الذي يحاول  فرض   شروطه القاهرة على حر مثله  ، يفرض  على ند مثله  وقوانينه الجائرة  ، في يعامل النّد  كملك اليمين ، حاولت فيها  أن أبين أن  الحر من يحترم ذات غيره ، فيلزم حدود الأدب والاحترام في تعامله .

لم  نحاول إزعاجي كلما مر طيفي  في الفضاءات  ، تعاملني كأني إرث من تركتك ، أو كأني غرض من أغراضك المكدسة في الدواليب   ، تحاول عبثا تعكير أنفاسي دون سبب مقنع  ، لست أدري  أهو قدري  الذي يسوقني في اتجاهلك  أم هي  أحداث الأيام تجذبني إليك  دون قصد في اتجاهك .

أحاول عبثا أن أجد تفسيرا واحدا  يقنعني  عن ثوران البراكين الهائجة نحوي ، أو  السيول التي  تجرف  الأكداس والحجارة، ترميها  في قيعان الوديان  ، أم هي الزوابع الرملية المحملة بالغبار المتطاير في الفضاء  ،   فتحجب  الرؤية كلما حاول  عابر سلوك بر الآمان. 

لا ألوم قدري ،  هي هكذا  الدنيا في عالم يسوسه  الفضول ، تسوسه الأوهام  ، يسوسه الدجل  ، لا ألوم قدري  فنحن نعيش   في دنيا  القيل و القال  ، نعيش في  عالم مفتون الأنا   ، نعيش  في  عالم يختزل  في أفكاره  الأوهام  ، ويحاول أمثالي العبور  و الهروب  ، ليس خوفا أو قنوطا   ، بل هو البحث عن ساعة الهناء بعيدا عن الضوضاء .

في عالم يفرض الحجر على الأحرار ، يفرض قوانينه الجائرة   ، وقوانينه تفرض على العبيد  جورا  وظلما ، يحاول حصار أفكاري  لتوافق طبعه  الفاسد  ، الذي يمارس هواية الاستخفاف  بعقول  القصر  و فاقد الأهلية  ، ليجعل له  وصيا يعلمه  قوانين الولاء .

في عالم الأسر في الأقفاص  يحاول أمثالي استنشاق كبسولة هواء صاف لا تعكره  الشوائب الأخلاط ،  مع ذلك تجدنا نستحي أن نمارس  هواية الهروب  و التخفي  كما يقول الأصحاب   ، لكن  ليتنا نتعلم كيف   نعيد صياغة ذواتنا حتى تكون مستقلة عن ذوات الغير ، تتحرر من سلبيات الآخر ، تعيش أفراح ذاتها  كما نحب ونشتهي  ، نحيا ونسعد غيرها  دون احتواء .

وسوم: العدد 1113