أيعود عهد الشباب !

نظرت خلفي بعد مضي الزمن

أقرأ مسيرتي  التي كتبها على صفحات الأيام و السنين 

أتابع أخباري الماضية ،  قضيتها في كد وجد ، و شد و مد ،  

و قد فعلت الأيام فعلتها ، و العبد على أعتاب الشيخوخة .

  تغيرت ملامحي 

 وقد سكن الجسم  الهزيل العلل و الأسقام و هذا حال الدنيا ضعف و قوة ، ثم قوة و ضعف  .

مظل نذكر ماضينا بحلوه و مرّه.  ، بأفراحه و أشجانه .

يعرج بي  راصد أخبار لأيام شقاوتي 

يعرج بي لأيام العطاء 

حين كنت أدمن السير في الربوع  مع رفقتي نطوف كالنحل بين الخلايا نصنع الحركة .

لم أأن أدري أن الأيام تمر على عجل ، كومضة  البرق الخاطفة

لم أكن أدري أن لطائف الأيام و نسماتها الطيبة 

تفارقنا بعد أن آلفتنا   و ألفناها

لكن  عزائي الوحيد ،  أن دوام الحال من المحال 

و أنا على حال تأملي 

إذ شوق وحنين لماض جميل   مازال دقاته ترن في خافقي ، مازال  طيفه الخفي  يشدني لوصله .

 يسرّ إلي بألحانه الجميلة،  يذكرني بعهد  الشباب في عمري المتقدم 

يهمس في أذني يترجاني  كي أواصل   مسيري  رغم ضعفي وأكمل مشوار حياتي كما كنت .

 يشحذ همتي  يعزز قواي كي أكمل مشواري

و لو أن أزرع وردة أو أغرس شجرة في الأماكن الخالية 

ولو  أن أبعث في الوجوه العابسة   ابتسامة الأمل بنبضات  قلم سيال 

ينسج الخواطر و يرسم الكلمات 

فربما يقرأها يائس فتجدد فيه روح الحياة 

أو يقرأها عاطل فيحمل معول الاجتهاد ، يمشي في مناكب  الأرض ، يكسب الرزق الحلال .

أو يقرأها من ضلت به السبل فتشرع له أبوابا مفتوحة لعالم السعادة بعد اليأس و الجزع  .

وهكذا يظل  الطيف الشجي

يواصل حملي على المسير   كي   أكمل عدوي  في هدوء ،  أحكي تجارب عمري  و أرويها في الفضاء الرحب  فهناك :

 من يتسمع أخبارها 

  من يعي رسائلها  

 من تستلهم منها الدروس و العبر 

أو ربما هناك من يحاول مثلي تذكار أيامه الحلوة  التي مضت،  فتجدد في نفسه  النشاط و الحيوية بعد الذبول .

وسوم: العدد 1117