كفى حزنًا أيتها الحزينة...!
هنادي نصر الله
منذ متى وأنتِ حزينة؟ صامتة، شاكية، باكية؟ تهجرين الأصدقاء، وتعزفين عن اللقاءات، وتجلسين وحيدةً إلا من الصمتْ، منذ متى تُفضلين الصمتَ على غيره من الحلول..
منذ متى تُغلقين الباب على نفسكِ، ولا تُفكرين في تغيير حالكِ، وتكتفين بندبِ حظكِ، والإستياء من ظروفك الحالية، دون أن تُكلفي نفسكِ على التحدثِ حتى مع ذاتِك؟!
أراكِ تُمعنين في قتلِ نفسكِ، تسلبينها هناء اليومِ والغد، وتُعكرين مزاجكِ بهواجس مؤلمة ويائسة؛ فهلا هجرتِ مربعك الأسود وانطلقتِ إلى رحابِ الأمل الفسيح ؟
من لا يعشقُ تحدي الواقع لا يستحق حياة الآدميين، فآدمُ خُلق ليعمر الأرض؛ ويُصلح ويعمل، فأين دوركِ في الحياة؟ أما آن الوقت لتفككي طوق الأحزان عن رقبتكِ؟ أما جاء الموعدُ لتغلي قرارك ِ بحظر التجولِ مع السعداء؛ أتُصرين على فُسحتكِ في ذاكرتِك الحُبلى بالمصائبِ والهموم؟ تتوقفين عند محطاتٍ قاسيةٍ وتبكين؟ منذ متى وأنتِ فنانةٌ في الأنين؟ هيا اخلعي ثوب الحداد، وتخلي عن صمتكِ اللعين....
هيا عزيزتي فأتعسُ نساء الأرض وأشقاهن من رضيتَ بالدون؛ وقبلت الدنية في أغلبِ أمور حياتها، وعاشتْ مسيرةً من الآخرين، غير قادرة على اختيارِ مستقبلها وصنعه بنفسها؛ فأين أنتِ من الرياديات والقياديات؟ إلى متى ستظلين تابعة؟
لا تقولي " مللتُ من المحاولات؛ وأعيشُ وسط حيتانٍ وغيلان، إذا ما حاولتُ تقويم جرمٍ هنا أو هناك؛ سيأكلونني وينهشونَ لحمي؛ غيبةً ونميمةً وزورًا وظلمًا وبهتانًا؛ كوني واثقةً بأن كل عاملٍ منتجٍ على هذه الأرض؛ مصيره أن يُلاقي جيوشًا حاقدة، مثلما يُلاقي فرسانًا مشجعة له"..
لا تيأسي إن نجح بعض الغيلان في تحطيمِ بعضِ أمانيِك؛ واثقةٌ بأن لديكِ أحلامٌ كثيرة وأكبر من نواياهم الخبيثة؛ تقدمي، ولا تُحجمي، واصلي ولا تحزني...
لا تقولي" أخافُ الفشل" بل تعلمي كيف تواصلي؛ كوني قوية الشكيمة؛ وأعلني للجميع" أنكِ لستِ بسيطة، أو سهلة" لن تكوني إلا إضافة نوعية في عالمٍ لا يحفل إلا بالمثابرين؛ عالمٌ يدوس بقدميه كل الكسالى النائمين..
استيقظي من غفلتكِ، واغتنمي ما تبقى من عمركِ؛ وحاولي أن تصنعي شيئًا غير عاديًا؛ كي يقولوا يومًا " تلك الفتاةُ مرتْ من هنا وهذه بصمتُها" فلتكن لكِ أوراقك الشخصية؛ التي يتعلم منها الأجيال دروسًا في التمكين رغم الأهوال...