صنفان.. ولكن شتّان

صنفان.. ولكن شتّان

نبيل جلهوم

[email protected]

كثيرون فى حياتك قد لا تكون فى حاجة إليهم لأنهم فى حقيقتهم غثاء كغثاء السيل , فهم مجرد اضافة عددية لا أكثر ولا أقل , تصنّعوا الفلسفات النظرية وتغنوا بالشعارات الجوفاء الفارغة , لم يضيفوا فى حقيقتهم إلى القيم والإنسانية شيئا بل أسائوا إليها بسوء أدبياتهم وبرودة تعاملاتهم , موتى فى أحاسيسهم موتا لا حياة بعده ,  تأنس بغيرهم  فى حين لاتجد فى جوارهم أنسا ولا راحة , اذا سمعتهم وهم يتحدثون لقلت أنك أمام عالِم لم يشهد به أحد ولم يجرؤ الزمان أن يأتى بمثله ,  هؤلاء والله كثيرون والناس منهم يتألمون ويتأذون وانا لله وانا اليه راجعون .

الا أن الذى يهوّن عليك ذلك  أن الدنيا مازالت تحتضن  فيها نوعيات أخرى جميلة , صحيح أنهم قليلون وعلى الأصابع يُعدّون , إلا انك تحتاج دوما اليهم الى جوارهم الى دفعهم الى تحفيزهم الى روحهم الى جمال وعذوبة لسانهم الى ذوقهم الراقى فى تعاملاتهم , الى رقة تعاملاتهم , هؤلاء فى حقيقتهم هم من أضافوا للانسانية المعنى والقيمة والذوق والفضيلة , هؤلاء تاج على الرؤوس اذا ذهبوا أو غابوا ذهب وغاب معهم كل شيء وراحت النفوس تشتاق لهم وتحن اليهم , واذا حضروا أو تكلموا حضر معهم كل شيء واستقر معهم كل اضطراب وتحقق معهم كل نجاح.. حضورهم يحمل مذاقا خاصا وجمالا وروعة .

فسبحان من خلق هؤلاء وخلق هؤلاء .

فاللهم اجعلنا من الذين اذا حضروا حضر معهم الخير وارتاح لهم الناس وتحقق

بهم ومعهم كل جميل وكل نجاح .. ولا تجعلنا ممن يتفلسف كثيرا ويبرد  جدا فى معاملاته

ويتصنّع كثيرا بنظرياته .

رحم الله شيخنا عباس السيسى عندما أّلف كتابا بعنوان الذوق حياة الروح .

وهو مما استدعانا حقيقة أن نؤلف سلسلة من الأخلاقيات تحمل عنوان :

*( الذوق خُلُق الصالحين)*  .. وهى رسائل موجزة وجهتها للصالحين قبل غيرهم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين