ألا ساء ما يقولون

ألا ساء ما يقولون

بتول مصطفى

يزعمون أن المرأة ترتكب خطيئة كبرى حين تفصح عن مشاعرها ،وحين تخوض في بحار السياسة وادب ، لهذا حذروني من الكتابة ، وزعموا أن العبادة في محراب ادب والسياسة إثم كبير ، فحذروني من الاقتراب والتعبد ، وادعوا أن حبر الشعر وادب سم زعاف ، فحذروني من شربه ، لكنني أفصحت عن مشاعري ، فلم أمت كما زعموا ،يزعمون أن كتابة الشعر وممارسة السياسة مرهونة بالرجال ،فحذروني من افصاح عن مشاعري وأحاسيسي  وأن الكتابة بحر هائج خطر يغرق كل امرأة تحاول العوم فأخافوني من ابحار والسباحة في بحر السياسة والكتابة ، ولكنني سبحت وعمت وصارعت امواج وبقيت عائمة ،يزعمون أنني حطمت العادات والتقاليد والشرف ، وأن الرجال وحدهم قادرون فقط كتابة الشعر وممارسة السياسة وإني تساءل : لماذا يرفعون هذا الحاجز الوهمي في التعبير عن الرأي والمشاعر واحاسيس بين الرجال والنساء ؟ ولماذا يحاولون منع الحقول من الخصب فلا تطلع اشجار ؟ ولماذا يمنعون يفرقون بين الرجل والمرأة بالرغم من أن الطبيعة ساوت بينهما ؟ ومن زعم أن الشعر والنثر والفكر وممارسة السياسة واعلام من اختصاص الرجال دون النساء ؟ ومن قال أن الطبيعة لا تعشق أصوات اناث من الطيور ؟ يزعمون إنني قتلت أعداء النور في زمني ، وزعمهم في مكانه وإنني استأصلت خلايا الكذب والرياء بخواطري ، وإنني كسرت زمن التقوقع وانغلاق فإن شهروا بي وأسالوا دمي فأحلى مافي الكون غزال صمد في وجه الوحوش وخرج منتصرا رغم جراحاته وآلامه.