تعذيب بلا جلاّد

تعذيب بلا جلاّد

صالحي خير الدين

[email protected]

لحظات الجفاف والقحط كالخناجر تمر على الحناجر واللسان متدلي يلتحس قطرات من شفقة الشوق علها تبل ريقا مزق رحيله ليونة البلعوم 

يحس المشتاق وقتها كالبريء المتهم بجريمة قتل ولا يملك دليلا لبراءته بل ينتظر حدوث معجزة كاد يكفر بها حتى تنجيه من حبل المشنقة 

لعنات البعد كالطاعون تقتل بمجرد سماع كلمة بعد أو إنتظار ولا مناص أو شفاء من خبثها المميت 

قد يرى الواحد فينا كيف تشوى قطعة اللحم فوق موقد الجمر لكنه يكتوي بلهيبها وهي تشوي جسده بألسن اللهب بل تغليه غليا وما تبقي ثم تبخر دمه وتذيب صلابة أعصابه 

نطلب الرحمة دائما من ربنا في كل شيء إلا في سكرات الشوق فنطلبها ممن نشتاق له حد الجنون ونحن نبعده مئات المترات أو الكلمترات التي نقدرها في تلك اللحظات بملايين السنوات الضوئية كأننا جرم سماوية متناثر الفتات في مجرة غير مجرة الحبيب ضائع يبكي حبيبه كي يمده يد المعونة ويوجهه إلى أحضانه التي إشتاقها بشدة تفوق حاجة الرضيع لصدر أمه 

الحرف لن ينقص شيئا من طبيخ العواطف وقد لا يعطي سر وصفة الشوق أبدا إنما يحاول وصف مشهد الحريق دون دخان والدمار دون دوي مدافع ..