همسات القمر (30)

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أتكتبنا المشاعر أم نكتبها ؟

أتحصرنا في زاوية نفق لا مخرج له ، أم نحبسها في دائرة ضيقة لا منفذ لها ؟؟

أينا يظلم الآخر ويسحب بساط الحقوق من تحت قدمه؟

أيتها المشاعر .. لا أظنك ظالمة ، ولكن الكثيرين من بني البشر يظلمونك عندما لا يعرفون قدرك ولا يضعونك على عرشك الذي تستحقين!!

*هم يكذبون

يلوكون خطاباتهم بألسنتهم العوجاء ، يقرعون على طبلة جوفاء 

ونحن ، نصفق لهم ، نبشّ في وجههم ، نتلمس رضاهم 

هم ونحن نعرف بعضنا جيدا !!

هم ونحن علاقة متبادلة تفتقر إلى الثقة والمصداقية 

فمتى تنتهي المسرحية ؟؟

*مقصلة تلو الأخرى

وكأنها وحوش تلاحقنا

قد ننجو من واحدة.. ولكن ..نترك رؤوسنا خلفنا في أخريات !!

 

يا لهذا العالم المجنون !

*الحب 

بثوبه الواسع الذي يحتوي الجميع

بمعانيه السامية الرفيعة التي ترفض التلاعب أو التمييع

هو زادنا ، قربان زلاتنا ، بلسم جراحاتنا

نمنحه ..فنتلقاه أضعافا مضاعفة

نحضنه .. فيمنحنا الدفء الذي نتمنى وأكثر 

نرتديه .. فيكسبنا جمالا لا يضاهى

الحب .. هو كنزنا الذي نحتاج في رحلتنا عبر هذه الحياة

الحب .. ليس ذلك الدعيّ الذي نحصل عليه بكبسة زر متى نشاء ، ونلفظه متى نشاء .. هو الجذور التي تتعمق بقدر قوتها وعظم مشاعرها هو ذلك السمو وتلك الشفافية التي ليس لها حدود أو شروط .. سوى النزاهة والصدق والإخلاص

وما عداه ... فهو السراب !!

*علمني قلبي أن سعادته تكمن في الحب الصادق .. في المسامحة .. في الغفران .. 

في نبذ وسوسات الشيطان بحب الانتقام

في العطاء النقي كهطل الغمام ..

 

شكرا لك يا قلبي

*ولا زالت أرض البرتقال حزينة يا غسان 

لا زالت تقدم لأبنائها الأكفان تلو الأكفان

حزينة ، باكية ، تترقب كل صباح تلك اليد التي كانت ترويها وتمدها ماء الحياة من دفء قلبها وندى شريانها المتدفق عطاء وحبا 

ولكنها تبوء بالحسرة وخيبة الأمل

أكنت تظنها يا غسان ستمكث طويلا تلوك ألمها صبح مساء ، أكنت تصدق انكساراتها وخيبات أملها في من يدّعون أنهم الأصدقاء قبل الأعداء ؟!

إيييه يا غسان .. 

ما كنت تحلم أن تدفن بأرض غير أرض زرعها أجدادك ، وترب رووها بمقل عيونهم ودفء قلوبهم الحانية 

وها نحن مثلك ، نحلم بأرض آبائنا وأجدادنا ، نتمنى أن تضمنا ولو رفاتا ، أترانا سنموت على أرضها ، أم سندفن في تراب الشتات والغربة والتشريد ؟؟

*لا زالت أم سعد حية لا تموت .. وستنجب المزيد من الأبطال يا غسان ، ستعود يوما إلى الوطن تسبقها زغاريد الفرح وترانيم النصر ....

أم سعد ..قصة الوجع الذي استخلص زبدة مواجعنا ، قصة فداء شرب كوب الألم حتى الإشباع ، قصة وطن يسكن في أعماق معذبة وقلب مشتت تناوشته سهام الغدر ورماح المكر والخديعة .. 

أم سعد هي الوطن الذي ينجب أبناءه البررة الذين يدافعون عنه عندما يتوارى الجبناء وباعة الأوطان وساسته المزيفون ، هي التي تستحق أن تتلو الخطب بدلا من زعامات مهترئة ، أم سعد شامة في وجه زمن المتخاذلين والخانعين .. وكم من أم سعد في ديارنا، تستحق أن تتقلد أوسمة البطولة ونياشين المجد

ارقد بسلام يا غسان ، فأم سعد ستكمل المشوار .. وسترى

*يتنفس الصباح 

ترسل الطيور أغنياتها على وتر رهيف صداح

تنتشى الزهور على قبلات الشمس ، تراقص فراشات الأفراح

تفرك الروح عيون ترقبها لتلقي سؤالها اليومي :

هل آن أوان تضميد الجراح ؟!

*نتشرد على بوابات أحلامنا 

نحمل زوادة روحنا على كتف الصدق والنقاء 

تشق تلك البوابات جزءا من مصراعها العتيق ذي الصوت المرتفع

نرسل أنظارنا كمتسولة تحاول اكتشاف ما وراء البوابات قبل الولوج

ننبهر ، تبدأ دقات قلوبنا تتعالى بوتيرة مضطربة متلهفة 

نضع قدمنا على عتبة البوابة لدخول ما حسبناه جنة الخلد

ترتد الروح لأجسادنا .. ونصحو من نومنا !!

*ممتلئة بتفاصيل أحاول إعادة جدولتها وترتيبها في عالم فوضوي المعالم

تتعثر خطاي بينها وكأنني طفلة تبدأ أولى خطوات مشيها

أجلس بين تفاصيلي المشاكسة ، وأشرع بالبكاء .

*ولا زلت أسمو

برغم الجراح

برغم الأنين

برغم الكدر

أطهر قلبي

أسير بدربي

أعلّق روحي 

برب البشر

فليس بغير 

إلهي نجاتي

لأدفع عني

سقام البشر

إلهي حبيبي

إليك ملاذي

فكن لي نصيري

أنيس السفر