أيُّ الأمنيات لي
رحمة يوسف النتشة
كلية الطب المخبري – جامعة القدس
لو أتكلم مع البحر .. أنصت لحديثه ..
منذ متى وهوهادئ هكذا .. منصت لكل من يأتيه .. جاذب كل هموم الكون إليه ..
لا عجب أن يصمت .. فرُبّ كلمة منه تلهب المجرةَ لحرارتها وعمقها!
لو كنت فؤاد البحر يوماً .. لاحترقتُ بناره وأرحته!
لو أغزل من دمعي ورقاً ..
أكتب فيه بحبر ذكرياتٍ موجعة .. فيذوب فيها ويختفى .. و يتبخر الورق!
لو أمسك قلبي وأرى قلبه ..
أدور فيه حول منضدة الزهور بين أرففه .. اقرأ ما قد كُتب على الصفحة الأولى لكل كتاب .. ألمس ما قد غفا ليصحو!
لو أخرج في ظلمات الليل ..
أجلس فوق التربة المبتلة .. أغمض عيني وأمد يديّ للنجوم فتلمحني .. وأضيء!
لو تلوح لي إغماضة خاطفة ..
أرى فيها كل ما قد مر .. أو أكون مركز الأرض للحظة .. أعيقها عن الدوران .. أصلُ طرفي الليل والنهار بتسبيحة وحمد!
لو أجمع كل ما حباه الله لي ..
وأطير به بروحي الحّرى وقلبي المشتعل بحبه للسماء .. للرياحين .. و البسمات الضاحكة في الجنة!
ايــه .. و أيُّ الأمنيات لي!