يا أمي !!
يحيى بشير حاج يحيى
رحم الله أمهاتنا لم يرضعننا الحليب المجفف ، ولم يفطمننا على البسكويت المستورد !
كنا نجد في أحضانهن إذا مرضنا العناية المركزة التي تمدنا بالدفء ، وتغذونا بالحنان !
يوما ن لا أنساهما ماحييت : يوم مات ابن جيراننا وهو أصغر مني بقليل ، فحزنت عليه ، فنقلتني أمي إلى فراشها ، وجعلتني في حضنها تقبل رأسي كلما فتحت عيني !
ويوم أحضر أبي لي تفاحة وأنا مريض ، ودسها بين يدي !
أغبط مٓن له أبوان على قيد الحياة ، يتصل بهما ، ويسمع صوتهما ، أو يذهب إليهما بلهفة ورغبة !
تمنيت أن تكون أمي موجودة ، لأزورها في جسر الشغور وقد تحررت ، أو أذهب فأقف على قبرها في حلب أغسل أحجاره بمدامعي :
أمي نشيدي ، وأمي نبض ُ قافيتي ء يضمُّها الشوقُ في قلبي فيستعـرُ !
أقول : غابت ؟ ستأتي مثلما وعدتْ كم ذا تغيب إذاً ؟ إني لمنتظر ُ!
أمي أتيت ُ! أليس اليوم موعدُنا !؟ أمْ أنّ موعدٓنا ياأمي َ الحشر ُ !؟