طرف الخيط
محمد عميرة – القدس
من داخل قضبان نفسي أكتب عمّن هم خارج قضبان نفوسهم . لماذا يعذب الإنسان الإنسان ؟ ولماذا يظلم الإنسان الإنسان ؟ حينما أطللت برأسي من إحدى نوافذ غرف الحياة المطلـّة على كلّ جزرها رأيت عالما آخرَ وأناسا آخرين ... لهم أعين وآذان ... ولا يرون ولا يسمعون .
هبّت رياح الحيرة على النافذة التي أطللتُ منها على نفسي ، فأيقظت فكري للبحث عن مخرج يجعل هؤلاء القوم يسمعون ، فيلتفتون ، فيرون ، فيتحررون ، فيُحررون من هم خلف قضبان أنفسهم ، وخلف قضبان الظلم والظلام .
جاءتني فكرة جعلتني أمسك بطرف خيط الحل ... رأيت خمسة طيور في إحدى بساتين الحياة حيث قرّرت دعوة أفراد جنسها لحضور حفل غداء في قيظ آب ، كسبا ً للثـّواب من الملك الوهـّاب ... وطـُلب من كلّ طير أن يحضر كمية محدّدة منالطعام ... وكان بين تلك الطيور الخمس طير منتوف الرّيش ممزّق النـّفس والجسد . وبسبب حالته هذه اعتقد أن يعفيه أصحابه من المشاركة ، وأن يدفع كلّ واحد منهم جزءا له ؛ ليشارك معهم في الدعوة ... وعندما رأى أنّهم لم يفعلوا ما اعتقد ... طار وحطـّ عند صديق له واقترض مالا ً ، وشارك معهم .
خلاصة ذلك ألا نلوم البعيد وأن الحل يبدأ من التراحم بيننا في العشّ الواحد وفي القرية والمدينة والدولة ... وحينها سيسمع أصحاب الجزر النائية .