همسات القمر (29)
خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)
*أيها القمر الساكن قلبي
الساكنة على صفحة ضيائه
ألا حبوتني حزمة من نور
ألا وهبتني مناجاة من سرور
على شفتي ترقد حروف وكلمات
وفي أعماقي مشاعر وهمسات
حنين يدفعني نحوك محدقة
نسيم ذكريات دافئة يدفعني لسنائك محلقة
جئتك يا قمري الحبيب بقلب دافئ .. وها أنذا على شاطئك أرسي المرافئ
فهلم بنا ...
*لهف نفسي على أمة أضاعت خريطتها وبوصلتها ، وأصبحت تتخبط بين هذا وذاك
أتراه بعيد ذلك الطريق الذي يوصلها إلى رشدها ؟!!!
*تعلو قسماتي دهشة تعتصر خلجات روحي ، تكاد تشي بصرخة على وشك الانفجار كبركان في ليل الخامدين !!
حقا إنه زمن الحيرة والعجز والتناقض والمتغيرات واللاثوابت !!!!
*يتباكون على الحرية والعدالة الضائعة ، وكم من متباك نسي أن في داخله حرية مقيدة بسلاسل صنعتها يداه ، وأن في نفسه عدالة ألقاها في زاوية ضيقة تدعى الضمير النائم !!
*تسكنني حيرة كعنكبوت تغزل خيوطا واهية لا تلبث أن تتمزق ..
وكلما تبددت تلك الخيوط وتناثرت .. سكنتني حيرة أكبر ..
وتأخذني تلك الدوامة في مجاهلها كطفل غرير!!
*ولا زلنا نسأل :
لماذا دمنا رخيص ؟؟
نعرف الإجابة ولكننا....
نصمت قهرا !!
*بعضهم نحتفظ بهم بين أهداب عيوننا ..
وبعضهم ندخلهم أوردتنا وشراييننا
وبعضهم ، هم القلب الذي ينبض فينا
هم شهد الحياة الذي يسقينا
*من قال بأن الغربة هي البعد عن الوطن والأحباب فقط
كم من غريب في وطنه وبين أهله
ينام إذ يسهرون ، يسهر إذ ينامون
يتغذى أهات وأنات .. يتلو في ليل شجنه الأدعية والصلوات
الغربة الأقسى والأصعب .. هي الغربة عن الذات .. هي أن ينكر المرء نفسه ويتنكر لها .. هي أن يدور المرء في حلقة مفرغة لامخرج منها .. أن يقف على نهاية نفق لا باب له
الغربة أن تعيش في زمن المتقلبات والمتغيرات بحيث لا يكاد يرفعك موج إلا وألقتك أخرى على ضفاف الألم تحاول جبر كسر نفسك بنفسك .. فلا تجد موئلا أحن عليك من رمسك !!
كم من غربة وغربة نحياها دون أن ندرك !!
*وكأن الروح إذ تذكر أحبابها ، ترتدي أجنحة الحب والود محلقة صوبهم بشوقها ودفء مشاعرها
ترقبهم بعين لهفتها
ترتل ترانيم السلام بصدق إحساسها
تهمس لهم عذب بوحها
تغمرهم بحنانها
تزرع في تربتهم أريج عبيرها....
طوبى لروح ربطت ما بينها وبين أحبتها بحبل وفائها
*يا للطفولة التي تأبى مفارقتنا مهما نهرناها أو زجرناها
مهما حاولنا كتم أنفاسها ودفنها في مقبرة المكابرة الكاذبة
ما أجملها وهي تتشبث بنا بصدقها ونقائها ، بمشاكساتها ومقالبها
بدموعها سريعة الهطل ، وضحكاتها الصافية ذات الجرس الموسيقي العذب
دومي أيتها الطفولة في نفوسنها ولا تأبهي لمحاولات الوأد الفاشلة
*أشعلوا نار الكراهية بيننا
ضربونا ببعضنا
أمدوا كل الجهات بوقود الحرب البغيضة
اشتعلت النيران في بلادنا
ووقف المجرم الحقيقي يقهقه على أشلائنا
بيد يحرك خيوط لعبته
وبالأخرى يلوح لنا بسخرية واستهزاء
فيا لحماقتنا !!
*شعارات ، خطابات ، تهريجات
أفواه تصيح
أكفّ تمتهن التصفيق
رؤوس تلتحف ملاءة الذل والعبودية المذيلة بأجمل عبارات الحرية !
يتفرق الجميع
ولا يأتي الربيع