سقام وفهم سقيم
سقام وفهم سقيم
إبراهيم جوهر - القدس
(دبّ فيّ السقام سفلا وعلوا
وأراني أموت عضوا فعضوا)
حضرني البيت والشاعر المستعطف وهو يشير إلى ضعفه وخوره. هل أنا الآن هو؟ هل هو آنذاك أنا؟
لماذا تفتح نوافذ الألم في الصباح؟ هل درى (أبو نواس) بالأمراض (السيكو ماتية)؟
أوجاع النفس المتراكمة وهي تنفجر ألما عضويا. هل كنت اليوم ضحية لها؟
بتّ ليلتي على أحسن ما يرام، لكن ليس على أسوأ ما يعتقد. فلماذا أبدأ صباحي بنفسية سوداوية ، وآلام في الظهر؟
(لماذا تكسر الظهور؟ لماذا تهدّ ومن ذاك الذي يهدّها؟ بل ما الذي يهدّها؟!!)
البرد الصباحي المقدسي المميز بحدته لا يساوم، لا يفاوض، لا يجامل، لا يكون حنينا ودودا كأهله...الناس هم من يتنازلون ويضعفون ويهادنون، أما البرد والظواهر الطبيعية فهي تعرف طريقها وتسير إلى غاياتها العليا بلا أدنى مجاملة، ولا تنازل عن مهمتها.
الطبيعة تعلّمنا لو أردنا التعلم؛ بطيورها، وحركة رياحها، وسمائها، وجبالها، وكل ما فيها...
أدخل بوابة المرض لا التمارض. المرض شعور قاهر بالعجز. العجز يأتي حين تصاب أحلامنا بالانكسار ورؤانا بالتشوّش وأمانينا بالخيبة.
أمس فوجئت وأنا في حضرة مجموعة من الزملاء والزميلات ونحن نسعى للتقريب بين أهواء الطاقم العامل كمجموعة بوجود عضوين متخاصمين بيننا ؛نحن مجموعة التقريب والعمل على ردم الهوة النفسية!
فاقد الشيء لا يعطيه.
المفاجأة حين نكون على غير ما هو متوقع منا. حين لا ندري أننا نهدم ذواتنا بسعينا وراء فتات الدنيا الدنيئة وغبارها الذي لن يكون ذهبا .
نرى الذئب ونقصّ أثره؛ نقتفي أثره.
الذئب واضح بيّن لا التباس فيه. الذئب له أعوانه الذئاب .
اليوم نقصّ أثر الذئب في رام الله.
لا بأس بمعرفة الذئاب/الأذناب، لا بأس...وماذا بعد؟
أرتدي المزيد من الملابس اتّقاء لبرد القدس القارس. أشعر بدفء أمكنني من كتابة ما يقرأ قارئي هنا...برد الأجساد يداوى، وبرد الفكرة ينتظر الدواء...
سأقرأ خواطر طالبتي(ياسمينة) اليوم . أمس أوصلتنيها وهي متحمّسة لإصدارها في كتيّب.
الكتاب حلم للجميع ، لقدرته على الإشهار والإبهار وتحقيق طموح ذاتي ورضى نفسي.
الكتاب لا يجد من يقرؤه في أيامنا . وإذا وجد فيعدم من يفهمه...
أشعر أن علينا إعادة الهيبة للكتاب كحاضن للمعرفة، والجمال، والفكر. وكوسيلة أصيلة للنمو المعرفي، والمتعة الدائمة.