حِكَمٌ وفوائِدٌ جَادَ بها الخَاطِر 10
حِكَمٌ وفوائِدٌ جَادَ بها الخَاطِر
" الجزء العاشِر "
عبد المنعم مصطفى حليمة
"أبو بصير الطرطوسي"
بسم الله الرحمن الرحيم
* تعلَّق بمن شئت .. فإنك مفارقه ومفارقك .. إلا الذي خُلِقت لأجله فإنه معك، لن يُفارقك[ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ]الحديد:4.
* يطلبون العدلَ .. ويتغنَّونَ به .. ويبحثون عنه .. ويثورون لأجلِه .. ثم هم يُضلونَه؛ لأنهم يطلبونه من غير ميزان الله.
* من عُرِف بالتّقلب؛ فلا يُعرَف له قرار على منهج، ومبدأ .. احذره .. حتى لو وقف معك؛ لأنه سينقلب عنك إلى ما سواك، كما انقلب على غيرك من قبل!
* واحدٌ يُعطيك عقلَه، خيرٌ من مائةٍ يُعطونَك عاطفتَهم.
* ما بعد الظلم والطغيان .. إلا الأخذ والانتقام .. والذلّ والصَّغار .. والهلاك .. سنة من سنن الله تعالى في خلقه التي لا تتخلَّف.
* القرقعة .. والضَّجيج .. والصَّخب .. والصُّراخ .. ظواهر طبليّة .. تدل على الخواء والفراغ .. والضّعف .. لا تُقلِقك!
* من طالبك بالدليل على المسلَّمات عقلاً ونقلاً .. فاعلم أنه جاهل .. أو أنَّ في عقله شيء!
* عندما تناظر جاهلاً عليك أن تستحضر جميع ما تملك من أدلّة النقل، والعقل .. لأنه سيُطالبك بالدليل على المسلَّمَات، وما يُدرَك بالحواس مجتمعةً .. ومن قبل قال الشافعي رحمه الله: ما ناظرت عالماً إلا وغلبته، وما ناظرتُ جاهلاً إلا وغلبني!
* قبل أن تخطَّ أو تقولَ كلمتك، اعرضها على أمرين: فانظر، هل هي حق أم لا .. ثم انظر، هل فيها نفع للناس أم لا .. فإن كانت حقَّاً، وفيها نفع للناس، فامضِها .. وإلا فدَعْ!
* العدل نوعان: منه ما لا يُدرَك إلا بالنص .. وهذا خاص بالمسلمين .. ومنه الذي يُدرك بالفطرة والعقل، وهذا الناس فيه شركاء، المسلم وغير المسلم.
* حتّى لا تَظلِم .. اسمح لنفسِك أن تنظر للشيء من جميع جوانبه وأطرافه .. ثم احكم عليه.
* يُغيظني في أرباب الأهواء والبدع ثلاثة أمور: أولها أنهم يُسيئون .. ثم يُنادون في كل وادٍ ونادٍ هل من مبارز، هل من مخالف؟!
ثانيها: أنهم يُؤذون الناس وعقائدَهم بإساءاتهم وأهوائهم ..!
ثالثها: لكثرة إساءاتهم .. لا يجد أحدنا الوقت للرد عليهم، وبيان بطلانهم .. وتنظيف الأوساخ من خلفهم .. الله المستعان.
* كُلٌّ آكِلٌ ومأكول .. حتى الإنسانَ؛ يأكلُ ما على الأرض، ثم أن الأرضَ تأكلُه.
* اثنان أتعب معهما: أحدهما الذي يُطالبني بتفسير المفسَّر، وتبيين المُبيَّن .. والآخر الذي يُطالبني بالدليل على ما هو دليل على غيره!
* أحسَنُ الصدقات، من تتحقق فيها هذه الصفات:
أولها: أن تكون من كَسْبٍ حلالٍ.
ثانيها: أن تكون خالِصةً لوجه الله تعالى.
ثالثها: أن تُخْرَجَ سراً عن أعين ومسامِع الناس، بحيث لا تدري شمالُ المُتَصدِّقِ ما تنفق يمينه.
رابعها: أن تَخرُجَ مِن يدِ مَن يخشَى الفقرَ، ويرجو الغِنَى.
خامسها: أن تُلامِسَ كَرباً عند المتصَدَّق عليه، فتكون سبباً في تفريجه عنه.
سادسها: أن لا تَتْبَعُها ـ ولو بعد حين ـ أدنى صورةٍ من صور المنِّ والأذَى.
فهذه أحسَنُ الصدقات .. ودرهم واحد ـ يُتصَدَّق به على هذا النحو ـ يسبق مائة ألف درهمٍ ويزيد .....
* ما من عالِمٍ إلا ومن كلامه المحكم والمتشابه .. والفقه والانصاف يقتضيان منك أن تفهم وتفسّر المتشابه من كلامه على ضوء المحكم .. وليس العكس!
* للجوع أثر كبير في صفاء الروح .. ما لا تجده، ولا تحسُّ به مع التُّخمَة!
* لولا الجُبِّ .. لما أصبح يوسف عليه السلام سيداً آمراً على مصر وخزائنها .. فكم من ضارة فيها خير كثير لك وأنت لا تدري .. وكم من خير مُخبَّأ لك .. لا يمكن أن تدركه إلا بعد نوع شدة وبلاء ينزل بِك!
* إن داهمك هَمٌّ فآلمك، فتذكَّر الهمومَ التي قبله .. كيف مضت .. ومضت معها آثارها، وآلامها، ولم يبق منها إلا مجرد الذكرى .. يهون عليك ـ بإذن الله ـ ما أهمَّك في حاضِرك.
* أحياناً ينزل البلاء لمقاصِدٍ عِدة معاً: كأن ينزل بلاء واحدٌ ببريءٍ اختباراً له، ورَفعاً لمقاماته ودرجاته في الجنان .. وفي نفس الوقت يكون عقوبة لغيره .. وعِبرة وعِظة للغافلين .. ونذيراً للظالمين .. وتمحيصاً للمؤمنين .. علم ذلك من علم، وجهل ذلك من جهل .. [ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ]البقرة:232.
* من أشدِّ أنواعِ الربا والميسِر .. أن تقتات بأخيك المسلم، وتَلْبِسَ به!
* خير الانفاق والتصدق وسط من غير بسط المسرف، ولا قبض البخيل .. إذ ليس وراء ذلك إلا الحسرة والندامة، في الدنيا والآخرة.
* لا تتصدّق الصدقة التي تأتي بها على كل مالك .. ثم تقعد تسأل الناس إلحافاً .. وتُصبح من ذوي اليدِ السُّفلى، بعد أن كنت من ذوي اليدِ العليا .. فهذا ليس بحسنٍ.
* الشجرةُ مهما كبرت واشتَدَّ عودها .. تحتاج إلى من يتعاهدها ويرويها .. وإلا ذَبُلَت وماتت.
* الذي ينظر إلى النار، وهو جالس على أريكته يحتسي الشاي .. ليس كالذي يكتوي حَرَّها .. فلا يستويان مثلاً!
* كم هي عدد المخلوقات في المياه واليابسة .. ومع ذلك لا يوجد مخلوق، يقول: خُلِقت وليس لي طعام على الأرض أهتدي إليه .. أو خُلِقت وليس لي مأوى آوي إليه .. فكلٌّ له طعامه الذي يعرفه، ويميزه عن غيره، وكل له مأواه وسكنه الذي يأوي إليه .. ألا يدل ذلك على الخالق القدير؟!
* ثلاثة إن لم تَعِظْكَ، فلن تجد لكَ واعِظاً: الإسلامُ، والشَّيبُ، والموت.
* معصيةُ الناس لك، من معصيتك لله .. وكان من السَّلف مَن يقول: إنِّي لأجد أثرَ معصيتي في خُلُقِ دابّتي وامرأتي!
* [قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ]الفلق:1. ففلَقَ الصُّبحَ من الليل .. وفلَقَ الحيَّ من الميت .. وفلَقَ الأرضَ فأخرج منها النبتَ والشجَر .. وفلَق من النبت الزهرَ .. ففلَق من الزهر الثَّمَر .. وفلق الصَّخرَ فأخرَج منه الماء والنَّهَر .. وفَلَق الغمامَ فأنزَلَ منه المطَر .. وفلق المرأةَ؛ فأخرَجَ منها الإنسان .. وفلقَ الإنسان؛ ففلَق له عينين، وأذنين، وأنفاً، وفماً، وسرجاً، وفرجاً .. ومساماتٍ في الجلد .. ولكل فلَقٍ وظيفة رئيسية في هذه الحياة، لا تكتمل إلا به .. ولو تأملنا كل شيء من حولنا لوجدناه فلَقاً، أو قد مرّ بمرحلة الفلَق .. أو كان الفلقُ سبباً له .. إذ لولا الفلَق لما كنا .. ولما استمرت لنا ولا للوجود حياة .. ويوم النُّشور يفلُقُ اللهُ الأرضَ؛ فتشَقَّقُ فتُخرج ما في بطنها للحساب .. فسبحان رب الفلَق، الذي خلَق الفلَق .. وبالتالي فإن الذي يتعوّذ برب الفلَق، فإنه يتعوَّذ بربِّ المخلوقات كلها .. من شَرِّ ما خلَقَ من هذه المخلوقات.
* أعجب لفريق من الناس .. نقول مئات الكلمات المحكمة النافعة .. فلا يتناقلونها، ولا يُشيرون إليها .. ونقول كلمة واحدة متشابهة حمّالة أوجه وتفاسير .. تحتمل في وجه من أوجه تفسيرها معناً خاطئاً نحن لا نريده .. فيتناقلونها .. ويتطايرون بها في الأمصار فرحاً وطرباً .. وإرجافاً .. وتحزيناً لقلوب المؤمنين الموحدين ... أفٍّ لهم، ثم أُفٍّ وتُف!
* أربعة لا يتعلمون: الخجول .. والسَّفيه .. والمتكبر .. وسريع العطَب؛ قليلُ الصبر، سريع الانقلاب، والإدبار!
* من الناس؛ ممن يحسبون أنفسهم على شيء .. وهم ليسوا على شيء .. إن تركتهم، ينبحون .. وإن رددت عليهم، وألقمتهم حجراً، ينبحون .. فهم في كل أحوالهم ينبحون .. والمشكلة الكبرى التي قد تواجهك؛ عندما لا تجد لنفسك الوقت الكافي لإلجامهم، والرد على نباحهم .. حيث يستمر نباحهم، فيُؤذون بنباحهم الناس .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهؤلاء مثل الواحد منهم في كتاب الله:[ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ]الأعراف:176.
* إن تدلّت لك الدنيا بزينتها وفتنتها؛ فرأيت امرأة حسناء .. تذكّر أن حور الجنان أحسن وأجمل .. يهون عليك أمرها .. وإن رأيت قصراً فاخراً، وتمنته نفسك .. تذكر أن قصور الجنة أجمل، وأفضل .. يهون عليك أمره .. وهكذا إن رأيت أي نعمة تهفو إليها نفسك ـ وقد حال بينك وبينها حائل ـ تذكر مقابلها النعم التي تنتظرك في الجنة .. يهون عليك أمرها، بإذن الله.
* من ضعف الإنسان أنه يُؤثر الخير القليل العاجل، على الخير الكثير الآجِل .. وهذا الضعف جاءت الشريعة بدفعه ومجاهدته.
* لكل دار مفاتيحه .. ومفاتيح الجنة السيوف!
* عجبت لهذا الإنسان كيف يُسلّم بأن الله تعالى هو الخالق المالك لهذا الكون وما فيه، بكل تعقيداته، ومعجزاته، وآياته الباهرات .. ثم تراه يُجادل في شرعه، وحلاله وحرامه؟!
تراه يُسلِّم بأن لله الخلق .. لكنه يُجادِل فيمن يكون له الأمر؟!
تراهم يُسلّمون بالربوبية .. بينما يُجادلون بالألوهيّة!
أفلا يعقلون ...............؟!
* الرحمة في موضع الشِّدة والعزيمة، والقِصاص .. ضعف .. تجرّئ ذوي النفوس المريضة على الاعتداء، والسطو على الحرمات!
* يخافون من القِصَاص .. وحياتهم في القِصاص ..[ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ]البقرة:179.
* يشكون من انتشار ظاهرة الجريمة .. ثم هم في المقابل يُجرّمون القِصاص .. قل هو من عند أنفسِكم .. ولا تلومُنَّ إلا أنفسَكم!
* سَهلٌ أن تزيلَ دولة الباطل .. لكن الصّعبَ .. أن تُقيم دولة الحق، والعدل!
* الرزق منه ما هو مكتوب لك، ومنه ما هو ليس مكتوباً لك؛ فما كان مكتوباً لك سيأتيك .. مهما هربت منه .. أو تخفيت عنه .. فهو يعرف مكانك .. وعنوان إقامتك في الحل والترحال .. أكثر من نفسك .. وقد رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم تمرة عائرة فأخذها، فناولها سائلاً، فقال:" أما إنَّك لو لم تأتِها لأتَتْكَ ".
أما ما كان ليس مكتوباً لك .. مهما استشرفته .. واستشوفته .. وركضت خلفه .. ولوّحتَ له .. فلن تُدركه .. ولن يُصيبك منه شيء!
* يتسولون، ويستجدون الفُتاتَ من هنا وهناك .. بينما في رصيدهم يملكون ملايين الدنانير، وهم لا يعلمون ... يفعل ذلك، من يلتمس من أبناء هذه الأمة، القيم، والمفاهيم، والمبادئ الإنسانية من الأمم الأخرى .. من الغرب أو الشرق .. بينما دينه " الإسلام " الذي بين يديه .. زاخر بالعطاء والخير .. الذي يكفيه .. ويكفي الأمم التالية .. وإلى يوم القيامة!
* لا أخشى على الناس من ظلم الظالم كما أخشى عليهم من ظلم العادل؛ فظلم الظالم مكشوف، والاقتصاص منه سهل .. بينما ظلم العادل مستور، والاقتصاص منه صعب، على اعتبار أنه فوق الشبهات .. وفوق أن يَظلِم!
* تأملتُ قولَه صلى الله عليه وسلم:" اطلعتُ في النار، فرأيتُ أكثر أهلها النساء "، فرأيت ما من قطيعة رحم ـ وكثير من المشاكل ـ إلا ووراءها امرأة .. فقلت: هذه، بتلك .. والله تعالى أعلم.
* من يرى حقوق الإنسان في غير شرع الله ـ أو يلتمسها من غير شرع الله ـ يحتاج إلى من يطالبه بحقوق الإنسان!
* من المآسي المعاصرة ـ المبكيات المضحكات ـ خطباء المساجد ـ إلا من رحم الله ـ، وإن من الخطباء لتغلق أذنيك، وهو يخطب ـ حتى لا تكسب وزر الساكت على المنكر ـ وتقول ليته أوجز أو سكت .. وقد استوقفني فارس من خطباء عصره .. يهرف بما لا يعرف .. يشرّق حيث يظن أنه يُغرّب، ويغرّب حيث يظن أنه يُشرّق .. يشتد زعيقه فيما لا ينبغي له الزعيق .. ويغضب فيما لا ينبغي له الغضب .. تناول حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ليشرَحه، فأساء للنبي صلى الله عليه وسلم ولحديثه .. وقد أكثر الملامة، وأغلظ في العبارة على أنصاف العلماء، وسماهم " أبو شِبر " .. والذي يسمع له يظنه أبا مترٍ .. وهو في حقيقته لا يعدو أن يكون أبا فِتر .. والفِتر عليه كثير .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أنبئكم بليلةٍ أفضل من ليلة القدر؟ حارسُ الحرَسِ في أرضِ خوفٍ لعلّه أن لا يرجِع إلى أهله ".
وحارس الحرس؛ هو الحارس في الخطوط الأمامية المتقدمة من العدو، الذي يحرس الحرس في الخطوط الخلفية، والبعيدة نسبياً عن العدو .. فليلة واحدة من ليالي حارس الحرس هذا .. خير من ليلة القدر التي هي خير من عبادة ألف شهر ... الله أكبر!
* العقل نصفان: نصفه الأول، أن تعرف قدرات نفسك، فلا تتجاوزها .. ونصفه الآخر: المداراة.
* لا تزال حراً، ما لم تُفضِ بسِرّك للآخرين!
* من أدمن لعن الظلام من دون أن يُضيء شمعة تبدد ظلمته .. لا يهوى زوال الظلام .. لأنه لو زال .. لتعطّل عن العمل .. أو لربما بحث عن ظلامٍ آخر ينشغل بلعنه!
* كثيرون الذين يظنون أن العقلَ في الرأس .. والصواب، أنه في القلب، قال تعالى:[ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ]الأعراف:179. وقال تعالى:[ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ]الحج:46. فردّ الفقه والعقل إلى القلوب.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" إنَّ العقلَ في القلب ".
* المَسْكَنَة ثلاثة أنواعٍ: مسكنة ناتجة عن فقر وحاجة .. وهذه صاحبها يستحق الصدقة والمعونة.
ومَسْكنةٌ ناتجة عن الخشية والتواضع .. وهذه مسكنة الأنبياء، والصديقين، والعلماء.
ومَسْكنةٌ جمعت بين المسْكنتين الآنفتي الذكر .. وهذه مَسْكَنة مغلّظة مشدّدة .. كان الله في عون أصحابها.
* قد تختلف مع أخيك المسلم من أجل الإسلام، والمنافق يختلف معه كرهاً بالإسلام .. فلا يحملنّك ذلك على اللقاء، أو التحالف مع المنافق .. فيستثمر خلافك المشروع، لصالح خلافه غير المشروع .. فتكون عوناً له على باطله، وأغراضه الخبيثة .. وأنت لا تدري .. فتردَى!
* لمَّا كان العملُ من الإيمان .. غزَونا العالَم إلى أن بلغت دولة الإسلام ـ في سنوات معدودات ـ حدود الصين .. ولما أخرجنا العمل من الإيمان .. وساد مذهب أهل الإرجاء والتجهم في المسلمين .. غزانا العالَم في عقر دارنا .. وخسرنا كل شيء .. ولن يعود إلينا مجدنا الأول، إلا بعد أن نعود إلى فهم سلفنا الصالح للإيمان على أنه عمل، وأن العمل هو الإيمان.
*
114