عناوين وهوية
عناوين وهوية
إبراهيم جوهر - القدس
تتزاحم العناوين على عتبتي هذا المساء ؛
ليلة اغتيال الزيتون في رام الله ونابلس ،
ليلة السفر جنوبا إلى بيت لحم ،
ليلة القصيدة ،
يوم الهوية ،
يوم محكمة إياس ... تلك عناوين يوميتي المتزاحمة . أحتار في الاختيار فأتركها تدخل جميعها صفحتي .
يوم دموع الزيتون المجتث في نابلس ورام الله ؛ لماذا يغتالون الزيتون ؟ إذا استمرت الاعتداءات على (شقاء العمر) ورمز التشبث بالأرض ماذا يبقى ؟
صديقتي الكاتبة (مرمر القاسم ) "هددتني" إذا ذهبت غدا إلى الندوة بلا شهية للطعام ! لأنها ستحضر (فطير أمها) غدا إلى الندوة الأسبوعية من شفا عمرو ؛ أصيلة ومشاكسة هي ، تقول : "لا" كما قالت ميسون بنت بحدل ...
"تحب أمك أم أباك " ؟ الاقحوانة والحب ، الاقحوانة عنوان صمود وتحد وحب ولعب وبراءة . (أقحوانة الروح) توزع المحبة والزيتون .
من المدينة التي أعشق (أقحوانة الروح) أذهب مساء إلى المدينة التي أحب (بيت لحم) برفقة الشاعر رفعت زيتون للمشاركة في نشاط (جماعة الباب الأدبية) في مركز إبداع الدهيشة .
الباب ، والشعر ، وبيت لحم ومخيم الدهيشة ؛ قصيدة لم تكتب من قبل ...اليوم ستكتب . واليوم كتبت .
تعرفت على الدكتور (محمد فرحات) المثقف الذي يصوغ أفكاره شعرا ، وشعره أفكارا .
الروائي (نافذ الرفاعي) قاد اللقاء قبل أن يسلم الدفة للدكتور محمد . قرأ الشاعر (رفعت زيتون ) والشاعرة (أسمى وزوز ) ، وكانت روح الثقافة البعيدة عن المداهنة حاضرة .
جمهور اللقاء جاء من الخليل ، وبيت لحم ، وبيت ساحور ، والعيزرية ، والقدس .
الليلة كانت بيت لحم وجهة الناس . الليلة نافست (!!) بيت لحم رام الله .
(الجميع يسعى إلى رام الله حتى باتت المدن الأخرى شبه غائبة . شبه مهمشة . شبه منسية . الوطن أكبر ، وأرحب ...)
دار نقاش عابر حول جدوى مهنة التعليم اليوم ؛ المعلمون والأجر والمهنة و الأدب الذي (لا يطعم خبزا) .
علاء أبو ريا سألني عن بعض القصائد المقررة في المنهاج . قصائد برؤية خاصة ، منتقاة بعناية (لئيمة) . قلت : المنهاج يحقق فلسفة واضعه . القصائد لا تنتقى عبثا ولا اعتباطا . إنها تدري مسيرها جيدا ؛
الهوية مستهدفة .