ليس بالخبز وحده...
ليس بالخبز وحده...
إبراهيم جوهر - القدس
خبز ، ودم ، وذكريات تجمعت في صفحتي هذا المساء .
أمس غابت يوميته لحضور لغة الغضب والخسارة في جعبتي المصدومة بتواصل حالة العنف الاجتماعي بين الناس ؛ الأقارب ، والأباعد !!
بات العنف سيد الموقف والحل الناجز الحاضر . غابت لغة العقل ، وغابت قيم الانتماء بغياب الوعي والإحساس بلؤم الواقع .
ثقافة مخرومة تشعر ذا الإحساس الصادق الشفاف باغتراب مضاعف . وهذا ما أنا عليه الآن ، وأمس ...
تتسع الدائرة وهي تحيط بنا في بلاد تتشح بالسواد ، والخراب ، والفلتان ، والضياع ، واللااستقرار .
بات عدونا قريبا منا ، يقيم فينا ، فممن نطلب النجاة ؟!
خشيت أن يتسرب الغضب إلى لغتي أمس فغابت يوميتي , ورجعت متأخرا مما وراء الجدار وأنا في مساعي صلح وإصلاح و(لملمة الطابق ) المفضوح وهو ينفتح على آفاق من الجهل ، والسوداوية ، والتفسخ الاجتماعي .
هل بتنا كتلك التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ؟!
اليوم كانت انتفاضة الخبز . شبان غاضبون ، بحق ، على انسداد الأفق السياسي ، والتلاعب بمستقبلهم . ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) .
أسأل نفسي وقلمي : بماذا كان يشعر المنتفضون في الانتفاضة الأولى وهم ينزلون إلى الشوارع ؟ بماذا حلموا ؟ وماذا أملوا ؟ وأقارن اليوم بالأمس ... فأرى سقف الأحلام يزداد انخفاضا ، وغيلان الغنى السلبي غير المشروع يزدادون غنى ولؤما
ووقاحة .
(ما اغتنى غني إلا بما جاع به جائع) .
(ضحى) الرواية الملحمية كانت بصحبتي عصر اليوم . شدتني بمعلوماتها ، وأسلوبها ولغتها . ما زالت تنتظر إتمام قراءتها وهي تقارن بين حالين ؛ هنا وهناك . رواية فيها الكثير من الغنى الإيجابي والتناص الثقافي .
عالم الفن يجمّل سواد المرحلة ، دائما ، ويفتح آفاق أمل تحاصره أخلاقيات السوق السياسي والاقتصادي.