منطق البعوضة مع النخلة
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
أعجبتني هذه الصورة ، أو هذا المثل الذي نال حظا كبيرا من الانتشار ، وخلاصته أن بعوضة وقفت على نخلة ، وهي معجبة بنفسها ، والغرور يحيط بها . وفجأة قالت للنخلة :
" يا نخلة تماسكي واثبتي ، فأنا ــ للأسف ــ مضطرة أن أطير عنك إلى مكان آخر " .
فنحن هنا أمام بعوضة لا تعيش الواقع ككل الحشرات . ونخلة لا يهمها ، ولا يهتز منها شعرة . فيستوي عندها أن تطير البعوضة أو تبقى .
تذكرت هذا المثل وأنا أرى عشرات من الفلول في ميدان التحرير بالقاهرة يهتفون بسقوط الإخوان ، وسقوط محمد مرسي ، وزعموا أنهم ما خرجوا إلا لإسقاطهم .
وتحجيم الإخوان المسلمين ، وأعتقد أن هؤلاء ــ إن لم يكونوا قد أصابهم الجنون ــ فإنهم يطلبون المستحيل :
فجماعة الإخوان جماعة لا تهتز لمثل هذا البعوض ، وهم يمثلون الأغلبية في كل المجتمعات المصرية : كالمنتديات ، والنقابات ، واتحادات الطلاب ، وغيرها ، أي أن الخلاصة أنهم أصحاب الأغلبية في كل مجال ، وبذلك شهدت أول انتخابات نزيهة في مصر .
ويسأل السائل : فماذا تأخذونه على الرئيس محمد مرسي ؟
ويأتيك الجواب البعوضي : أنه وعد ، ولم ينفذ وعوده .
ونقول لهؤلاء إن الظروف التي يعمل فيها الرئيس محمد مرسي ظروف قاسية شديدة ، والإمكانات المادية ضئيلة ، ولا يستطيع أن يحقق كل المطلوب منه بالسرعة التي يريدها هؤلاء .
ويكفي هذا الرجل فخرا : أنه نظيف اليد واللسان ، طاهر الضمير ، يعرف ربه بصدق وإيمان ، ويكفي أنه جعل الشعب مرجعه الأول ، ويكفي أنه لم ينهب أموال المحتاجين ، بل عاش لمصر ، ولمصلحة مصر .
وبدلا من هذه المهاترات كان على الفلول ما يأتي :
1- الاعتدال في المطالب الفئوية التي يعجز أمامها أي رئيس في العالم .
2- الإيمان الحقيقي بقيم ثورة 25 يناير .
3- المشاركة في الحملة التي يقوم بها رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان في تنظيف مصر شوارع وميادين .
4- وأخيرا عليك أيها المصري أن تحترم وقتك ، وتوظفه فيما هو نافع لك وللأمة ، فالمثل يقول: " الوقت من ذهب " ، ومثل آخر يقول:
" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " .