الشهداء.. قناديل الحرية

الشهداء.. قناديل الحرية

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

فلسطين

قال الله تعالى وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ }

حملتم جرح امتكم في صدوركم .... و سرتم واثقين بنصر الله ... تدوسون الشوك... لتزرعوا الورود الجميله ... لتنشر عبق رائحتها في الدنيا .... تمضون بصمت ... تتركون خلفكم الذكرى الجميله و الامل والحب ... تحديتم ضعفنا و بذرتم الأمل في قلوبنا....

عندما تحركت الشعوب وانتفضت كان لابد لها من دفع ثمن للحرية والانتصار فكان هذا الانتصار بطعم الشهداء ، وستبقى دماء الشهداء خارطة للطريق ليستدل بها الشعب ولتبقى الضمان له بأن لا يحيد عن اهداف هذه الثورات ولكي تبقى دماء الشهداء امانة في اعناق الامة جمعاء ، تلعن من يحيد عن طريق الكرامه والعزة.

تحركت الجموع وسالت الدماء وارتقت الأرواح إلى الله معلنة أن لاتراجع عن الحرية والكرامة ، نزفت الدماء في العواصم العربية و إالتقت لترسم وجه جديد للامه ، وجه باسم يحمل في قلبه هم الامه وألمها لكنه باسم لانه يدرك ان المستقبل افضل بان الله ، لان دماء الشهداء غسلت عار الامه ومحت من تاريخها الذل والخضوع ، هؤلاء الشهداء اصبحوا ازهارا في بلادهم ينشرون عبق الحرية في انحاء الوطن والامه ، بل أصبحوا الحكاية الجديدة لجداتنا وأمهاتنا ترويها لأبنائها قبل النوم بدلا عن قصة الشاطر حسن.

الشهداء عادوا من جديد الى قاموس امتنا ليمحون  عار عشرات السنين من الذل والمهانة والعار الذي عاشته امتنا ، و ليرسموا البسمة على ثغر الوطن ... و ليخطوا رسالة عشق للامة ... و ليعزفوا انشودة النصر  على ربوع ارضنا الطاهره

بأجسادكم ايها الشهداء  أعدتم الفرحة للأمهات الثكلى وزرعتم الأمل في عيون أطفالنا ....بإيمانكم  وشجاعتكم كسرتم مقولة ان الكف لا تقاوم المخرز....تستعجلون الفجر الجميل بأجسادكم ...فتودعون الدنيا بما فيها بابتسامة  ، لتستقبلوا بها الحياة من جديد ...عند رب العالمين .... و لتكتبوا تاريخ  عزتنا و لتشعلوا من أجسادكم شموع درب الحرية و الخلاص .

دم الشهداء هو ذلك الزيت الذي سينير قناديل الحرية

رحمكم الله يا شهداء امتنا.