إلى كل الصبايا في عمر الزهور

نسرين جرار

أنت شمس تفوق بأنوارها كل النجوم

 لا توسُّطَ فيه ... فإما حلوٌ كشهد ٍ أو عسل ، أو قد يكون أمرّ من الحنظل ، فحاذري قبل أن تقعي أسيرةً بين حر حائه وبرد بائه .

 وعرةُ دروبه خطرة مسالكه ، مليئةُ بالحفر ، الطريق إلى قمته يلفها ضباب كثيف يعيق رؤية الحقيقة

بنيتي ...

 قلائلُ ممن يقعون في شرك مصائد الحب ويجنون شهده دون وخز إبر الألسنة ، فالعيون مفتحة على من يسلكون دربه ، والمتربصون يعدون عليهم الأخطاء ويدبرون المكائد ، أما الشيطان فقد شمر عن ساعديه وبدأ المعركة ، فهو يحاول قلب دفة الشراع لصالحه .. أو أن ُيغرقَ المركب ، فلا مكان للحب الطاهر في شرعته ، يجمّل القبيح ، ويقلب المسميات ، وكلما استقر البحر وهدأت الأمواج ، نفث من ناره ليؤجج فتيل الخلاف بين الأحباب ، فنرى في طبع العشاق خليط من الحدة والحساسية الشديدة لكل تصرف .

 صغيرتي ...

 ما العمل إذن ... ونحن إناث جبلنا من عواطف ، نحمل قلوبا رقيقة بين ضلوعنا ، تأسرنا الكلمة الحلوة ، ونشدو مع اللحن الجميل ، نحب الجمال ... ونرنو للأنس والاستقرار ، نرد نبع الحب لنرشف الحنان ، ويا لحسن حظنا إذا كان الساقي شهما كريما صادقا .. ويا لسوء نصيبنا إذا وردنا نبعا كان عليه ذئاب وثعالب .

 حبيبتي ...

 نحن بنات حواء محظوظات حقا ، فلقد جملنا الله قلبا وقالباً ... فقد وهبنا الله عقلا نيرا يوجهنا نحو الصواب ، فمعادلة حياتنا موزونة ومحسوبة بدقة ، وقلةُ منا من يتبعن عواطفهن دون تحكيم عقولهن .. وإن كانت صورتنا مختلفةً عن هذا ً لدى معظم الرجال فسوف نثبت لهم عكس تصورهم .

 الحياة دون عواطف جافة .. مثل صحراء تخلو من أي واحة ، فإن اقتحم الحب حياتنا .. ـ كعادته يفرض نفسه على الناس دون استئذان_ فلن نتحداه أو نرفع في وجهه السلاح ، بل

 نتعامل معه بحذر، وندع القيادة لعقولنا لا لعواطفنا لكي لا تقودنا العاطفة المجردة نحو الهاوية .

 أي بنية ...

 لن أطيل عليكِ ... ولن أدعي الحكمة ، ولكنني أراك دائما نجمةً لن تطاولها الشهب مهما ارتفعت ، وشمسا تفوق بأنوارها كل النجوم ، وقمراً يختال على البشر بكبرياءٍ وشموخ .