حكاية وطن

محمد الفاضل

كان ياماكان .. ياسادة يا كرام وطن يغفو على ضوء القمر .. قمر يضئ لكل أبناء الوطن ، يحنو عليهم ويهدهد أوجاعهم ، ينام في حضنه العشاق ..  يتناقلون حكايات الوطن تحت نجوم فضية ، حيث الجداول والغدران تفيض بالخير والمحبة وتتحاور العصافير حوار العاشقين . وطن ينشر عطره وشذاه في كل أرجاء المعمورة ، ترابه مسك وزعفران ورجاله شم الأنوف ، كرام الخصال وعنوان للعنفوان . وفي ليلة حالكة السواد تكالبت عليه قوى الشر من كل حدب وصوب . اَه ياوطني .. تناوشتك رماح الغدر وتكسرت النصال على النصال وما فتر عزمك ، أثخنوا جسدك الطاهر بالجراح وما انحنيت . تحجرت الدموع في الماَقي وما بكيت . بكتكم الحمائم وحملت نفح عطركم النسائم.

ليت شعري كيف نبيت ونهنأ بعيش يا وطني وأنت تذبح ! فو الله ما طعمنا زاداً ولا شربنا شراباً إلا والعبرة تخنقنا . . أطوق جيدك ياوطني بعقود الياسمين وأرصع هامتك بأكاليل الغار والرياحين .ياشعبي الحبيب تضيع وتصغر في وصفك كل كلمات الشجاعة والفروسية .. تقف حائرة تطأطأ رأسها في خجل على استحياء . ماذا أقول وكل عظيم في ذكرك يقصر ، تستصغر العظائم وتهزأ بالأهوال . كم أنت عظيم يا شعبي حتى البطولة في وصفك تتلعثم وتقف مشدوهة من هول ما ترى !!

علمت الدنيا معنى التضحية والفداء ، أعدت لنا أمجاد الأجداد . ماذا أقول والمشهد يفوق الوصف والخيال ، يا أحرار العالم هلموا نغرف من معين هذا الشعب الذي لاينضب ... هنا مصنع الأبطال .. هنا مصنع الرجال . هاهنا يكتب التاريخ فوق ذرا المجد حيث تحلق النسور. والله ماضرنا نباح الكلاب ولا نعيق الغربان ولكن تقاعس أخوتنا يدمي القلب فتخرج التنهيدة جمرة تحرق الأحشاء ، مازال جرح وطني ينزف والعالم يندد ويمدد ويستنكر !! ياعرب الهوية لا تتركوا الشام يذبح!