مصر تبحث عن نفسها

ياسر الباز

عندما كنا صغارًا كنا دائمًا ما نسمع مصر تتحدث عن نفسها وكيف وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي ، واليوم يقف الخلق يترقبون كيف تخرج مصر من هذه الأزمة لتعيد بناء مجدها مرة أخرى بإرادة بارئها ثم بسواعد أبنائها.

وحتى تجد مصر نفسها تحتاج من أبنائها أن ينظروا إلى ماضيها ليعرفوا كيف كانت ، ثم ينظروا إلى حاضرها ليعرفوا أين موضعها من الأمم ، وإدراك الماضي والحاضر كفيلان أن يرسموا لمصر مستقبلها إن أراد الأبناء الصلاح والفلاح.

لقد مر بمصر الكثير والكثير من البشر بثقافاتهم وأفكارهم وعلومهم فسكنوا مصر وسكنتهم ، وآثروها وآثرتهم ، وأثروها وأثرتهم ، ونفعوها ونفعتهم ، ورفعوها ورفعتهم. أبت مصر إلا أن تأخذ من زمانها أحسن ما فيه ، وأفضل ما تلاقيه ، حتى اجتمع لها حسن كل زمان وفضل كل مكان. نعم أخذت مصر من الفراعنة واليونان ، ومن الفرس والرومان ، ومن اليهودية والنصرانية والإسلام ، وبدلت لسانها حتى استقر لها أفضل لسان ، وبدلت دينها حتى استقر فيها دين الرحمن ، وكأن شوقي يشير إليها كمستقر للأديان السماوية في قوله مسبحًا الله سبحانه وتعالى:

سبحانك اللهم خير معــلــــــــمٍ ....علمت بالقلم القرون الأولى

أرسلت بالتوراة موسى مبشرًا...... وابن البتول فعلم الإنجيلا

وفجرت ينبوع البيان محمدًا .... فسقى الحديث وناول التنزيلا

وأصبحت مصر قلب الحضارة الإسلامية العربية وعقلها ، وعرين الممالك الإسلامية وحصنها ، سمت مصر بعلوم الدين إلى قمته الباسقة ، ونمت بتربتها بساتين العلوم في كل فروع المعرفة الإنسانية ، ودفعت عن المسلمين الأخطار ، من الصليبيين والتتار ، في تاريخهم القديم والحديث.

هذه مصر في ماضيها ، كعبة للعلم والدين ، وحصنًا للعرب والمسلمين ، وهكذا ستكون في مستقبلها بإذن الله ، فلا تيأسوا بني وطني واعملوا وأحسنوا فالله مع المحسنين.

" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "